الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

ترفض أمه نكاح فتاة من بلاد بعيدة خشية انقطاعه عنها

السؤال

أخي مسافر لماليزيا من أجل أن يدرس الجامعة، سافر وهو في سن 18 سنة، وكل مصاريفه والتزاماته متكفلة بهم أمي بشكل تام، برغم صعوبة الظروف التي تمر بها بلادنا خلال هذه السنوات، لكن أمي عانت و صبرت وتحملت الكثير من أجله، ومن أجل أن يٌكمل دراسته على خير، وعلى أمل أن يتخرج، ويعود بشهادة ووظيفة مرموقة.
أخي حاليا عمره 24 سنة، واتصل بأمي، وقال لها إنه قرر أن يتزوج بنتا ماليزية، وسيبقى يعيش في ماليزيا. أمي رفضت رفضا شديدا.
أولا: لأن والدي متوفى، وعندي فقط أخوان اثنان ذكور، وأمي لا تريد لأخي أن ينفصل عن بلاده، ويستقر في ماليزيا.
ثانيا: أمي رافضة بشدة أن يتزوج بنتا أجنبية.
ثالثا: زاد غضب أمي أنه ذهب لأهل البنت من دون علم أمي، أو مشاورتها في الموضوع، وفرض عليها الأمر كأمر واقع.
ومهما حاولت مع أخي أن يتراجع عن قراره كذلك هو رفض أن يتراجع عن قراره، وعندما أتناقش معه يقول لي البنت مسلمة، وهذا حلال وليس حراما. أنا أعلم أن الزواج هذا حلال، لكن في مثل ظروف عائلتنا، ومع رفض أمي الشديد، أنا نصحت أخي أن يتراجع عن قراره، وقلت له صحيح هذا الزواج حلال، ولكن رضا أمك واجب عليك.
وعناد أخي وتمسكه بالموضوع جعل أمي غير راضية عليه.
وأمي حالتها سيئة جدا، مع أني حاولت أن أتحدث معها كثيرا؛ لكي تهدأ، ولكن هي رافضة، ولم أعد أعرف كيف أتصرف مع أمي وأخي!!

الإجابــة

الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله وصحبه، أما بعد:

فلا ريب في عظم حقّ الأمّ على ولدها، ووجوب طاعتها في المعروف، وإذا منعت ولدها من الزواج من امرأة معينة وكان المنع لمسوّغ وليس لمجرد هوى، فالواجب عليه طاعتها في ترك الزواج منها، وراجعي الفتوى رقم : 325183.
والذي يظهر لنا -والله أعلم- أنّ منع أمك لأخيك من زواج هذه المرأة المؤدي لانقطاعه معها له ما يسوّغه لكونه يباعد بينها وبين ولدها، فنخشى أن تكون مخالفته لأمّه في هذا الأمر داخلة في العقوق المحرم.
فعاودي نصح أخيك، وذكريه بحق أمّه عليه، وأطلعيه على هذه الفتوى ونحوها، وغيرها من كلام أهل العلم في هذه المسألة.
ومن جهة أخرى تفاهمي مع أمّك، وحاولي إقناعها بالموافقة على زواج ولدها بمن يريد، ووسطي في الإصلاح بينهما بعض العقلاء من الأقارب أو غيرهم من الصالحين.
ولمزيد الفائدة ننصحك بالتواصل مع قسم الاستشارات بموقعنا.

والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

المقالات

الصوتيات

المكتبة

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني