الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

المبالغة في غسل داخل السرة من التنطع

السؤال

في اغتسالي غسلت السرة من الخارج، ولكن هذه المرة غرست أصبعي في الداخل، وبدأت أحك فيها، وكان يخرج شيء ما يشبه الغبار.
وبدأت أفعل هذا وأحك، وكان الأمر يؤلم، وهناك جلد حول السرة احمرَّ، وبعد الخروج من الاغتسال وضعت يدي مجددا داخل السرة كثيرا، وحككت مجددا، وخرج نفس الشيء، فقمت بصب الماء على السرة بنية استكمال الاغتسال، ثم تكرر الأمر مرتين أو ثلاثا.
ماذا أفعل؟ هل يجب أن أنظف داخل السرة؟ يجب أن أدخل إصبعي كثيرا بها لأصل إلى نهايتها في كل اغتسال؟

الإجابــة

الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله وصحبه، أما بعد:

فقد تبين لنا من خلال أسئلة سابقة أن لديك وساوس كثيرة، نسأل الله تعالى أن يشفيك منها, وننصحك بالإعراض عنها، وعدم الالتفات إليها, فإن ذلك من أنفع علاج لها، وراجع للفائدة، الفتوى رقم: 3086.

ثم إن ما قمت به من المبالغة في غسل داخل السرة حتى أحسست بألم غير مشروع, وتنطع في الدين، وهو من تأثير الوسوسة التي تعاني منها, بل يكفيك مستقبلا أثناء الاغتسال من الجنابة إيصال الماء داخل السرة مع إدخال الأصبع إلى نهاية السرة من غير مبالغة في ذلك.

يقول الكاساني الحنفي في بدائع الصنائع: ويجب إيصال الماء إلى داخل السرة لإمكان الإيصال إليها بلا حرج، وينبغي أن يدخل أصبعه فيها للمبالغة. انتهى

وقال النووي في المجموع : يجب إيصال الماء إلى غضون البدن من الرجل والمرأة، وداخل السرة وباطن الأذنين والإبطين، وما بين الأليتين، وأصابع الرجلين وغيرها مما له حكم الظاهر، وحمرة الشفة وهذا كله متفق عليه. انتهى.

فالذى ننصحك به مستقبلا هو الإعراض عن الوساوس, وعدم الالتفات إليها, وغسلك صحيح على كل حال, ولا إعادة عليك.

والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

الصوتيات

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني