الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

حلول حول مشكلة الاختلاط والموسيقى في مدارس بلاد الغرب

السؤال

عمري 15 عاما، وأعيش في أوروبا، وعندي ثلاث مشاكل في المدرسة، أشكوها لله، وهي:
الأولى: توجد نساء، ولا أستطيع غض بصري عنهن؛ لأن التدريس هنا ليس مثل الدول العربية، وأنا -إن شاء الله- أغض بصري عنهن قدر الإمكان، لكن عندما يتحدثن لي سأنظر إليهن، مع أمن الفتنة، وإلا ستكون مشقة عظيمة جدا.
فهل أنا آثم هكذا؟ وماذا أفعل؛ لأنه أحيانا تكون دروسنا عبارة عن مناقشات بين بعضنا بعضا؟
المشكلة الثانية: عندي حصة موسيقى، وهذه إجبارية، مع العلم أني أكره الموسيقى، وأحيانا كثيرة يُرُونا أفلاما تعليمية فيها موسيقى.
ماذا أفعل؟ وهل أنا آثم؟ وهل أدخل في إطار المكره؟
الثالثة: عندي دوام يوم الجمعة، بعكس البلاد العربية، وعندما يكون وقت صلاة الجمعة، تكون عندي حصة، وأصلي الظهر بعد انتهائها، مع العلم بأن الجامع بعيد عن المدرسة 5 دقائق.
فهل أنا آثم، مع العلم أنه ليس بيدي شيء؟
أريد أن أرضي ربي، أصبحت كئيبا، أنام كل يوم دون توبة من هذه الذنوب.
أجيبوني كابن من أبنائكم، أحسن الله إليكم.

الإجابــة

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:

فجزاك الله خيرا على حرصك على السؤال عما تحتاج إلى معرفته من الأحكام الشرعية، ونسأله سبحانه أن يزيدك هدى وتقى وصلاحا، وأن يحفظك ويحفظ لك دينك.

ونوصيك بالحرص على كل ما يعينك في سبيل الاستقامة، والثبات على الحق. ونرجو أن تستفيد من بعض التوجيهات التي ذكرناها في بعض فتاوانا، ونحيلك منها على الأرقام: 1208، 10800، 12928.

والالتحاق بمثل هذه المدارس التي توجد فيها هذه المنكرات العظيمة، شر وبلاء، وفيها خطر على المسلم في دينه، ولذلك لا تجوز الدراسة فيها، فابحث عن مدرسة تنتفي فيها هذه المحاذير الشرعية. فإن وجدت لذلك سبيلا، فالحمد لله، وإلا فالأصل وجوب ترك الدراسة فيها كما أسلفنا، إلا إذا كنت في حاجة شديدة لهذه الدراسة، فيجوز لك حينئذ الاستمرار فيها للحاجة، واتق الله ما استطعت، فاعمل على غض البصر، والبعد عن أي نقاش مع الفتيات لا تقتضيه الدراسة، وليقتصر وجودك في المدرسة على قدر الحاجة، وحاول إقناع الإدارة بالسماح لك بالذهاب لصلاة الجمعة وعدم حضور حصة الموسيقى. وراجع لمزيد الفائدة، الفتوى رقم: 5310.

وبخصوص المسافة المحددة لوجوب الجمعة، راجع الفتوى رقم: 116733، وراجع أيضا الفتوى رقم: 52983، ففيها بيان الفرق بين سماع الأغاني والاستماع إليها.

والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

الصوتيات

المكتبة

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني