الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

استعمال أرقام بطاقات ائتمانية عشوائية لتسجيل حسابات على المواقع ثم بيعها

السؤال

سؤالي هو أنني أبيع حسابات ألعاب، والتسجيل في الموقع يتطلب مني بطاقة ائتمانية؛ لكي أنشئ الحساب، فأقوم بالبحث في الإنترنت عن بطاقة، ثم بعد ذلك أضعها في الحساب لكي يعمل، وإذا عمل أزيلها، وهكذا؛ حتى أعمل حسابات عدة، علمًا أنني لا أستعمل البطاقة لدفع الرسوم، بل أستعملها لكي يعمل الحساب فقط، ولا أعلم إذا كانت البطاقة مسروقة أم لا، والأقرب أنها مسروقة، فما حكم المال الذي أجنيه من بيع هذه الحسابات للناس؟ وهل هو مال حرام؟ فإنا آكل من هذا المال، وليس لديّ عمل آخر سواه، لكن رضا الله أهم دون شك.

الإجابــة

الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله، وصحبه، أما بعد:

فعلى أية حال: لا يجوز لك استعمال أرقام بطاقات ائتمانية ليست مملوكة لك، ولم يأذن أصحابها لك في استعمالها.

وأمّا حكم بيع هذه الحسابات، فهذا يتوقف على شروط المواقع التي تنشئ فيها الحساب.

والظاهر -والله أعلم- أنّ الموقع يشترط لكل حساب أن يكون لصاحبه بطاقة ائتمانية، وعليه؛ فلا يجوز لك بيع هذه الحسابات؛ لأنّك لم تملكها ملكًا صحيحًا.

وعلى هذا؛ فالمال المكتسب من بيع تلك الحسابات ليس لك الانتفاع به، وهنا إما أن تستطيع سحب الحسابات ممن بعتهم إياها، وترد لأصحابها ما أخذت منهم.

وإذا تعذر ذلك ولم تستطع استرجاع الحسابات، فتخلص من ذلك المال بدفعه للفقراء والمساكين، مع الكف عن ذلك الفعل المحرم.

كما ينظر هنا إن كان في تسجيل أرقام البطاقات الائتمانية ضرر على أصحابها، فإنك تتحمل ذلك الضرر.

وإذا كنت لا تعلم أصحابها، وهل لحقهم ضرر أو لا، فاستغفر الله، واندم على ما فعلت، وكف عنه فيما يستقبل.

واعلم أن سبل الكسب الحلال كثيرة لمن تحراها وابتغاها، ومن يتق الله يجعل له مخرجًا، ويرزقه من حيث لا يحتسب.

والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني