الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

متى يُحمَد غرس الشجر وطيب الأثر؟

السؤال

مشايخنا الأفاضل الكرام: ما صحة المقولة التالية من ناحية عقدية وشرعية:«زرعان يحبهما الله: زرع الشجر، وزرع الأثر.
فإن زرعت الشجر، ربحت الظل والثمر. وإن زرعت طيب الأثر، حصدت محبة الله، ثم البشر؟

الإجابــة

الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله وصحبه، أما بعد:

فهذه المقولة ليست حديثا، ولا هي منقولة عن أحد من السلف بحسب علمنا، ويمكن أن تحمل على محمل صحيح، غير مناف لما وردت به النصوص، لكنْ في إطلاقها -وخاصة العبارة الأولى- نظر، وذلك أنه ليس كل زرع يحبه الله، ولا كل غرس صاحبه محمود، وإنما يحمد غرس الشجر حيث كانت في ذلك مصلحة للغارس، أو لعموم المسلمين، وإذا صاحبت ذلك النية الحسنة، كان صاحب ذلك الغرس محمودا، وفي الحديث المتفق عليه: ما من مسلم يغرس غرسا، أو يزرع زرعا، فيأكل منه طير، أو إنسان، أو بهيمة، إلا كان له به صدقة.

وكون من غرس الأثر الطيب أحبه الله، صحيح، بشرط أن يكون مريدا بذلك وجه الله تعالى، مخلصا له، فإن الله يحب من يوصل النفع إلى عباده ويعمل فيهم بالسنن الصالحة، وفي الصحيح أن من سن سنة حسنة فله أجرها، وأجر من عمل بها من بعده لا ينقص ذلك من أجورهم شيئا، وكون الناس يحبون من أحبه الله، كلام مطابق لما ورد في الحديث الثابت في الصحيح: إذا أحب الله العبد نَادَى جِبْرِيلَ: إِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ فُلاَنًا فَأَحْبِبْهُ، فَيُحِبُّهُ جِبْرِيلُ، فَيُنَادِي جِبْرِيلُ فِي أَهْلِ السَّمَاءِ: إِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ فُلاَنًا فَأَحِبُّوهُ، فَيُحِبُّهُ أَهْلُ السَّمَاءِ، ثُمَّ يُوضَعُ لَهُ القَبُولُ فِي الأَرْض.

والحاصل أن لهذه العبارة محملا صحيحا، هو ما بيناه.

والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

المقالات

الصوتيات

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني