الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

السؤال

رأيت في المنام أن زوجتي ولدت لي بنتا، وسمتها يارا، مع العلم أني غير متزوج، وأمر بظروف صعبة؟

الإجابــة

الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله وصحبه، أما بعد:

فرؤى المنام لا تبنى عليها أحكام شرعية، ولكننا نرجو أن تكون هذه رؤيا خير، وأن ييسر الله عز وجل لك أمر الزواج وترزق الأولاد، فتفاءل بذلك، وأحسن الظن بربك، وأكثر من دعائه، فهو سبحانه السميع المجيب، والغني الحميد، فخزائن الخير في يديه، وأمره بين الكاف والنون، فإذا قضى أمرا فإنما يقول له كن فيكون، وهو القائل سبحانه: وَإِذَا سَأَلَكَ عِبَادِي عَنِّي فَإِنِّي قَرِيبٌ أُجِيبُ دَعْوَةَ الدَّاعِ إِذَا دَعَانِ فَلْيَسْتَجِيبُوا لِي وَلْيُؤْمِنُوا بِي لَعَلَّهُمْ يَرْشُدُونَ {البقرة:186}. وقد ضمنا الفتوى رقم: 119608. جملة من آداب الدعاء وشروطه، وأسباب إجابته، فراجعها. ولمعرفة أقسام الرؤى على وجه العموم، راجع الفتوى رقم: 124830.

والزواج من أمور الخير التي ينبغي المبادرة إليها، فقد قال الله عز وجل: فَاسْتَبِقُوا الْخَيْرَاتِ {البقرة:148}، وفيه من مصالح الدنيا والآخرة الكثير، وتجد في الفتوى رقم: 340735. طرفا من هذه المصالح.

فإن لم يعجل المرء إليها، فقد تفوت بسبب العاهات والآفات التي تحول بينه وبين تحقيقها، فابحث عن بعض أهل الخير الذين يرتضون اليسير، ولا يضعون في طريق الزواج العراقيل، وقد تجد هذا النوع فلا تيأس. ثم إن الزواج نفسه من أسباب الغنى، قال تعالى: وَأَنْكِحُوا الْأَيَامَى مِنْكُمْ وَالصَّالِحِينَ مِنْ عِبَادِكُمْ وَإِمَائِكُمْ إِنْ يَكُونُوا فُقَرَاءَ يُغْنِهِمُ اللَّهُ مِنْ فَضْلِهِ وَاللَّهُ وَاسِعٌ عَلِيمٌ {النور:32}، روى الترمذي والنسائي عن أبي هريرة -رضي الله عنه- قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ثلاثة حق على الله عونهم...... والناكح الذي يريد العفاف.

واحرص على كل ما تصون به نفسك من أسباب الفتنة، حتى ييسر الله تعالى لك الزواج، وراجع لمزيد الفائدة الفتوى رقم: 12928.

وبخصوص حكم التسمية باسم "يارا" راجع الفتوى رقم: 159013.

والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

المقالات

الصوتيات

المكتبة

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني