الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

مسألة اشتراط الموالاة في الغسل من عدمه وما يترتب عليها

السؤال

قلتم إن الموالاة ليست شرطا في الاغتسال، هل لو اغتسلت ونسيت عضوا لم أغسله، أو لم يصل إليه الماء، ثم جففت جسمي وشعري وبدني كله. هل بذلك تنتهي الموالاة، ويجب إعادة الاغتسال، ولا يصح أن أغسل هذه الأعضاء فقط؟ وهل لو نسيت عضوا لم أغسله، أو لم يصل إليه الماء، ثم تذكرته بعد اغتسالي بيومين أو ثلاثة، أو أي مدة، وطبعا جسمي سيكون قد جف. هل يجب إعادة الاغتسال، أم يكفيني غسل هذه الأعضاء فقط؟
وإذا كان في يدي عمل، فلم أقم لأغسل هذه الأعضاء في الحال، أو تكاسلت عن أن أغسلها في الحال. فهل اغتسالي بهذا الفعل بطل، ويجب إعادة الاغتسال، ولا يكفي غسل الأعضاء أم ماذا؟ ما مدة انتهاء الموالاة؟ هذه المواقف حصلت لي فعلا.

الإجابــة

الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله وصحبه، أما بعد:

فالموالاة في الغسل، فيها مذهبان للعلماء، أحدهما: أنها واجبة عند الذكر والقدرة، ساقطة بالعذر كالعجز والنسيان، وهو مذهب المالكية ومن وافقهم.

قال العلامة خليل المالكي في المختصر عند كلامه عن الغسل: وَوَاجِبُهُ. نِيَّةٌ وَمُوَالَاةٌ.. اهـ
والثاني أنها سنة، وهو مذهب الجمهور، وهو الراجح، كما سبق بيانه في الفتوى رقم: 316303.
ولذلك فإنك لو نسيت عضوا لم تغسله، أو لم يصل إليه الماء، ولم تتذكره حتى جف جسمك، أو لم تتذكره إلا بعد بيومين أو أكثر، فيكفيك أن تغسله، وبذلك يتم غسلك، ولو لم تبادر إلى غسله، فغسلك صحيح عند الجمهور؛ لعدم وجوب الموالاة عندهم في الغسل، وهو المفتى به عندنا -كما أشرنا- في الفتوى السابقة.

وعليك أن تعيد الصلوات التي صليتها بهذا الغسل الناقص بعد إكماله؛ لوجوب تعميم الماء على جميع الجسد، وإذا كان هذا الناقص من أعضاء الوضوء وغسلته في الوضوء، فإن ذلك يكفي.

والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

الصوتيات

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني