الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

السؤال

سمعت من أحد العامة أن الله يفضل اللون الأبيض وأن هناك في القرآن آية تدعم هذا القول

الإجابــة

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أما بعد:

فاللون الأبيض المعتدل أفضل من غيره، ويدل على ذلك وصف الله تبارك وتعالى للحور العين بذلك. قال تعالى: كَأَنَّهُنَّ بَيْضٌ مَكْنُونٌ[الصافات:49]، وكذا وصف غلمان أهل الجنة بذلك، فقال تعالى: وَيَطُوفُ عَلَيْهِمْ غِلْمَانٌ لَهُمْ كَأَنَّهُمْ لُؤْلُؤٌ مَكْنُونٌ[الطور:24]. أي كأنهم لؤلؤ في بياضه وصفائه، مكنون يعني مصون في كنّ، فهو أنقى له وأصفى لبياضه. ولا شك أن أهل الجنة يدخلونها على أكمل صورة وأتمها، فهو دليل على فضل اللون الأبيض على غيره، ووصف الله وجوه المؤمنين بالبياض ووجوه الكافرين بالسواد يوم القيامة؛ فقال سبحانه وتعالى: يَوْمَ تَبْيَضُّ وُجُوهٌ وَتَسْوَدُّ وُجُوهٌ [آل عمران:106]. وننبه هنا إلى أن هذا البياض يكون للمؤمن، ولو كان لونه في الدنيا أسود. والخلاصة أن البياض المعتدل من الجمال والحسن الذي يهبه الله لمن يشاء من عباده، ولا يجوز لمن رزق ذلك أن يحتقر الآخرين ويزدريهم؛ لئلا يفوزوا يوم القيامة بالبياض الدائم وينقلب هو إلى السواد الدائم. وقد جاء في السنة تفضيل اللون الأبيض في اللباس، فقد روى الترمذي وأبو داود وغيرهما، عن ابن عباس رضي الله عنهما قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: البسوا من ثيابكم البياض، فإنها خير ثيابكم، وكفنوا فيها موتاكم. والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

الصوتيات

المكتبة

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني