الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

كيفية تفادي الأضرار المستقبلية للعادة السرية

السؤال

وصلت لمرحلة الثانوية، وهنا بدأت بالتعرف على أصدقاء السوء شيئا فشيئا، وقعت في هذه العادة، وانخفض معدلي إلى 59، ولكن مارست هذه العادة فترة قصيرة تقارب من 6-10 أشهر، وأمارسها بالأسبوع 4 مرات تقريباً، لكن ذهبت إلى أبي، واعترفت له بهذا الشيء؛ لأنه مستغرب من انخفاض معدلي بهذا الشكل، وقلت له كل الحقيقة وأني نادم؛ لأنه كان يتكلم عن هذه الفترة قبل، وشعرت بالذنب، والحمد لله أنه تكلم عنها؛ لأني لم أعرف شيئا عنها، وجلست أبكي لوحدي، حيث أتعبني البكاء والندم.
اتجهت لأبي للاعتراف له، وطلب المساعدة منه، والحمد لله أقلعت عنها بشكل سريع، لم أعد لها.
بعد كلام أبي شعرت بالذنب، وأصبحت خائفا أن تكون عقبة في مستقبلي، ولله الحمد بعد الإقلاع عنها شعرت أن أضرارها قد زالت قليلاً؛ لأني كنت أعاني من النسيان وعدم التركيز، وسوء النفس، وعدم الصلاة، ولكن عدت إلى ربي وقمت بعمرة، وحافظت على صلواتي -الحمد لله. وحالياً مستواي الدراسي ارتفع، حيث كانت نسبتي في ثاني ثانوي 91، وحالياً في ثالث ثانوي، ومجتهد جداً بالدراسة، لكني خائف مرة أخرى أن تكون هذه العادة عقبه في حياتي الزوجية بالذات، وأن تعود لي الأضرار، وتؤثر علي بالمستقبل، وأنا خائف كثيراً من هذا الشيء.
سؤالي: هل ستعود قوة حفظي وتركيزي، وأعود كما كنت؟
وشكراً.

الإجابــة

الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله وصحبه، أما بعد:

فما يسمى بالعادة السرية -وهي الاستمناء- أمر محرم، وتترتب عليه كثير من الأضرار الدنيوية والأخروية، كما سبق وأن أوضحناه في الفتوى رقم: 7170.

وما ذكرت من التفريط في أمر الصلاة، وشعورك بعدم التركيز وكثرة النسيان، خير دليل على عظيم ضررها.

وقد أحسنت بندمك على ما سبق منك من ممارستها وإقلاعك عنها، وبقي أن تعزم على عدم العودة إليها مستقبلا؛ لتكتمل شروط التوبة التي ضمناها الفتوى رقم: 5450.

وفي المقابل قد أسأت حين أخبرت أباك بممارستك لها، وحاجتك لتوجيهه ونصحه لا تقتضي أن تخبره بتفاصيل ما فعلت، إذ كان يمكنك إخباره بذلك إجمالا، وانظر الفتوى رقم: 219874.

ونرجو أن تزول آثار هذه المعصية بالتوبة منها. ونرشدك إلى أمر مهم وهو أن تكون على حذر من أن تقع أسيرًا لأوهام وخواطر سيئة بسبب الخوف من آثارها مستقبلا، بل أحسن الظن بربك، وامض في حياتك واثقا، ومتوكلا على الله، ومتضرعا إليه بنحو ما رواه أبو داود عن أبي بكرة -رضي الله عنه- أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: «دعوات المكروب: اللهم رحمتك أرجو، فلا تكلني إلى نفسى طرفة عين، وأصلح لي شأني كله، لا إله إلا أنت». وكذلك ما تضمن من الأدعية من سؤال العافية ونحوه، ومن ذلك ما رواه أبو داود وابن ماجة عن ابن عمر -رضي الله عنهما- قال: لم يكن رسول الله صلى الله عليه وسلم يدع هؤلاء الدعوات حين يمسي، وحين يصبح: «اللهم إني أسألك العافية في الدنيا والآخرة، اللهم إني أسألك العفو والعافية في ديني ودنياي، وأهلي ومالي، اللهم استر عوراتي، وآمن روعاتي، اللهم احفظني من بين يدي، ومن خلفي، وعن يميني وعن شمالي، ومن فوقي، وأعوذ بعظمتك أن أغتال من تحتي».

والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

المكتبة

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني