الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

موقف البنت من رفض أمها من تقدم لخطبتها مع رغبتها فيه

السؤال

مشكلتي منذ أربع سنين، هناك رجل تعرف عليَّ بالصدفة، وأعجب بي، وتكلمنا، ولم نكمل شهرا حتى كلمت والدته والدتي لكي يخطبوني، هو مهندس، وأنا كنت في آخر سنة صيدلة، وقد أجَّلت أمي مع والدته، عدة مرات تتصل والدته بأمي، فتؤجل أمي بأي حجة، وأنا كنت على اتصال به، إلى أن أنهيت الكلية.
عرفت أمي أني أكلمه، غضبت، وقالت لوالدته الموضوع مرفوض، وأصلا والدتي ترى أن من الأفضل أن أتزوج من دكتور، بدلا من أن أتزوج من مهندس؛ لأن المهندس يعمل في قطاع خاص، والدكتور عمله حكومي، وراتبه ثابت.
ظل الرجل يتقدم أربع سنين وهي ترفض بسبب عمله وشقته، فغير الشقة رفضت أيضا، ووالدي متوفى، وطبعا خالي هو المسؤول ورأيه أني دكتورة، وكل الناس يريدون صيدلة، بالرغم أنهم سألوا عن الرجل، فوجدوا أخلاقه عالية، وهو محترم جدا، لكن أمي رافضة فقط.
ومنذ أسبوع لما وجدت أني مصممة، وأني أرفض كل عريس أصلا، كانت تتركني أجلس معهم، وهي تعرف أني لا أريدهم، لكن تتركني أجلس معهم.
المهم منذ أسبوع قالت لي ليؤجر لك شقة بجانبنا، ويترك الشقة، لأنها ترى أنها بعيدة؛ فوافق.
ثم قالوا: لا أنت لو طلقت ليس لك حق، قالوا: فليبع شقته ويأتي قريبا منا؛ فوافق، رجعوا قالوا: سألنا على عائلته، فوجدناها غير ممتازة، بالرغم أني سألت والد صاحبتي عن والد هذا الشخص، فقال إنه محترم، وأنا أحبه وأريده، ومللت من كثرة الإهانة، وتعبت. منذ أربع سنين وهم أي شيء يطلبونه يوافق عليه هو وأهله.
ماذا أفعل؟
لا يوجد أحد يقنعها غير خالي، وخالي معها ونفس التفكير، وأعمامي لا تدخلهم في شيء.
هل أنا مخطئة؛ لأني مصممة على هذا الشخص. أرى أني سأكون مخطئة لو ارتبطت به، لكن أرى أني سأكون مخطئة أكثر لو تزوجت شخصا آخر، وأنا أريد هذا الشخص.

الإجابــة

الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله وصحبه، أما بعد:

فإن كان هذا الشاب مرضيا في دينه وخلقه، فلا ينبغي لأمك رفض زواجه منك، أو وضع العراقيل في هذا السبيل، فمثله قد أرشد الشرع إلى قبوله زوجا، كما في الحديث الذي رواه الترمذي وابن ماجة -واللفظ له- عن أبي هريرة -رضي الله عنه- قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: إذا أتاكم من ترضون خلقه ودينه فزوجوه. إلا تفعلوا تكن فتنة في الأرض وفساد عريض. والالتفات إلى الفوارق المادية وتعطيل الزواج بسببها أمر غير سديد.

فنوصيك بكثرة الدعاء والتضرع إليه، وسؤاله أن يوفقك إلى إقناع أمك للموافقة على هذا الزواج، وانتدبي إليها من ترجين أن تسمع قوله من الأقرباء أو غيرهم، فإن وافقت فالحمد لله، وإن رفضت، ولم يكن لها مسوغ شرعي، كان لوليك تزويجك ولو كرهت أمك ذلك، واجتهدي بعد ذلك في رضاها، فإن امتنع الولي، كان لك الحق في رفع الأمر إلى القضاء الشرعي لينظر في الأمر، ويرفع عنك الضرر بأمر وليك بتزويجك، أو أن يقوم القاضي بتزويجك.

وانظري الفتويين: 185441، 325546.

فإن تم الزواج، فالحمد لله، وإلا فالواجب عليك قطع علاقتك مع هذا الشاب، فلا يجوز للمرأة أن تكون على علاقة عاطفية برجل أجنبي عنها، فذلك من أسباب الفتنة، وانظري الفتوى رقم: 30003، ورقم: 9360.

وننبهك إلى أهمية التعود على الكتابة باللغة العربية الفصحى - لغة القرآن- واجتناب اللهجة العامية قدر الإمكان؛ فذلك أولى وأفضل.

والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

المقالات

الصوتيات

المكتبة

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني