الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

الإشارة إلى المنافذ التي يدخل منها الجن وقراءة آية الكرسي عندها

السؤال

منذ ثمانية أشهر وأنا أعاني من المس الشديد، وكان يعالجني أحد المعالجين الروحانيين؛ ممن يتعامل مع الجن المسلم، ويجعلهم إما يخرجون الذين بي، وإما يحرقونهم، ولم يأخذ نقودًا، ولم يطلب مني أي شيء بالمقابل، بل أوصاني بالصلاة والأذكار، فظننت به خيرًا، خاصة لما قرأت ما تعرضتم إليه من قول ابن تيمية بجواز التعامل مع الجن، ثم أحسست بتسرب الشرك الأصغر إلى قلبي، ولم أرتح، فأردت أن أتقي، فتركت العلاج عنده، وانقطعت لله وحسب، وتوجهت إليه وحده، متوكلة عليه، لا أسترقي، ولكنني الآن بعد الصلاة، وقراءة أذكار الصباح و المساء ما زلت أقوم بشيء كان المعالج الروحاني يوجبه عليّ، ألا وهو الإشارة بالسبابة إلى
أحد عشر منفذًا، قال: إن الشيطان يدخل للإنسان منها، وهم فتحات الأذنين، والأنف، والعينين، والفم، والدبر، والفرج، ومشطا القدم، وأقرأ آية الكرسي أمام كل منها، فهل هذا من البدع؟ أخشى أن أعصي الله، فاشفوا صدري، فقد حرت في أمري.

الإجابــة

الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله، وصحبه، أما بعد:

فنسأل الله تبارك وتعالى أن يشفيك تمام الشفاء، ويذهب عنك ما تجدين، فهو مذهب الباس رب الناس، الشافي الذي لا شفاء إلا شفاؤه.

واعلمي أولًا أن شيخ الإسلام ابن تيمية قد ورد عنه في هذه المسألة قولان: قول بالجواز، وقول بالمنع، ونحن نميل إلى القول بالمنع من ذلك؛ لاعتبارات ضمناها الفتوى رقم: 118845. فراجعيها.

وما ذكره لك من الإشارة بالسبابة إلى المنافذ، وقراءة آية الكرسي عند الإشارة لكل واحد منها، فلم نجد له أصلًا، فنخشى أن يدخل في مسمى البدعة، فينبغي تركه، ولمزيد الفائدة راجعي الفتوى رقم: 98517.

والأولى بالمسلم أن يرقي نفسه بنفسه ما أمكنه ذلك، فهو الأدعى لأن يخلص لنفسه في هذه الرقية.

فاحرصي على رقية نفسك، والتزام الفرائض، واجتناب المعاصي، والمحافظة على أذكار الصباح والمساء، فهذا كله مما يعينك على العلاج.

ولا تنسي أن تكثري من الدعاء، فالله عز وجل أمر بالدعاء، ووعد بالإجابة، وهو مجيب دعوة المضطر، وكاشف الضر، قال سبحانه: وَقَالَ رَبُّكُمُ ادْعُونِي أَسْتَجِبْ لَكُمْ إِنَّ الَّذِينَ يَسْتَكْبِرُونَ عَنْ عِبَادَتِي سَيَدْخُلُونَ جَهَنَّمَ دَاخِرِينَ {غافر:60}، وانظري الفتوى رقم 119608.

والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

المقالات

الصوتيات

المكتبة

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني