الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

إتيان السحرة من أجل تيسير أمر النكاح

السؤال

أحببت بنتًا وقررت الزواج منها، مع العلم أن أباها متوفى، وهي بنت عمي، لكن أمها رفضت أن تزوجني إياها، وأريد أن أسحر أمها، وأخوها وهي موافقان على الزواج، فهل هناك خطأ في السحر؟ مع العلم أن الفتاة موافقة.

الإجابــة

الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله، وصحبه، أما بعد:

فلا يجوز شرعًا إتيان السحرة من أجل تيسير أمر النكاح، أو غير ذلك من الأسباب، وقد أوردنا في الفتوى رقم: 64767 النصوص الدالة على ذلك، فراجعها.

ولا شك في أن النكاح من أفضل ما يرشد إليه المتحابان، كما جاء في الحديث الذي رواه ابن ماجه عن ابن عباس -رضي الله عنهما- قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: لم ير للمتحابين مثل النكاح.

وبدلًا من إتيان السحرة، اجتهد في الدعاء، وتحرَّ أفضل الأوقات والأحوال لإجابته -عسى الله عز وجل أن ييسر لك أمرك-، وانظر للمزيد الفتوى رقم: 119608 وهي عن آداب الدعاء.

واشفع إلى أمها بالمقربين منها من الأقرباء، أو صديقاتها، فلعلهم يقنعونها، فإن تم ذلك، فالحمد لله، وإن أصرت على الرفض - ولم يكن لها فيه مسوغ شرعي - فمن حق البنت أن تنكح الكفء، ولو لم ترتض ذلك أمها، أو وليها، ولكن عليها أن تبرها على كل حال، فإن غضبت عليها، فلتجتهد في سبيل إرضائها.

وفي نهاية المطاف: إن لم يتم هذا النكاح، فلا تأسف على ما فاتك، فما يدريك أن يكون فيه خير لك، بل توجه إلى الله، وسله أن يرزقك امرأة صالحة غيرها، قال تعالى: وَعَسَى أَنْ تَكْرَهُوا شَيْئًا وَهُوَ خَيْرٌ لَكُمْ وَعَسَى أَنْ تُحِبُّوا شَيْئًا وَهُوَ شَرٌّ لَكُمْ وَاللَّهُ يَعْلَمُ وَأَنْتُمْ لَا تَعْلَمُونَ {البقرة:216}.

وننبه في الختام إلى أمرين:

الأمر الأول: أن ولاية النكاح إلى العصبات، وهم أقرباء المرأة الذكور، حسب الترتيب الذي ذكره الفقهاء، والذي قد سبق بيانه في الفتوى رقم: 22277. وليس للنساء حق في ولاية النكاح.

الأمر الثاني: خطورة التعسف في النكاح، ووضع العراقيل في سبيله، فهذا أمر خطير، تترتب عليه كثير من العواقب غير السليمة على الفرد والمجتمع، ففي الحديث الذي رواه الترمذي، وابن ماجه عن أبي هريرة -رضي الله عنه- قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: إذا أتاكم من ترضون خلقه، ودينه، فزوجوه، إلا تفعلوا، تكن فتنة في الأرض، وفساد عريض.

والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

الصوتيات

المكتبة

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني