الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

معنى قوله عز وجل: والذين آمنوا واتبعتهم ذريتهم بإيمان...

السؤال

والذين آمنوا واتبعتهم ذريتهم بإيمان، ألحقنا بهم ذريتهم.
هل معنى هذه الآية: أن الوالدين يسبقان الأبناء إلى الجنة؟

الإجابــة

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:

فمعنى الآية التي أشرت إليها: أن ذرية المؤمن الذين ماتواعلى الإيمان، إذا كانت درجاتهم في الجنة أقل من درجات آبائهم, فإنهم يُلحقون بدرجات آبائهم في الجنة. وليس المعنى أن الآباء يدخلون الجنة قبل الأبناء.

يقول ابن كثير في تفسيره: عن ابن عباس في قول الله عز وجل: {والذين آمنوا واتبعتهم ذريتهم بإيمان ألحقنا بهم ذريتهم}، قال: هم ذرية المؤمن، يموتون على الإيمان: فإن كانت منازل آبائهم أرفع من منازلهم، ألحقوا بآبائهم، ولم ينقصوا من أعمالهم التي عملوا شيئا.
وقال الحافظ الطبراني: عن ابن عباس -أظنه عن النبي صلى الله عليه وسلم- قال: إذا دخل الرجل الجنة سأل عن أبويه، وزوجته وولده، فيقال: إنهم لم يبلغوا درجتك. فيقول: يا رب، قد عملت لي ولهم. فيؤمر بإلحاقهم به، وقرأ ابن عباس: {والذين آمنوا واتبعتهم ذريتهم بإيمان} الآية. انتهى.
وفى فتح القدير للشوكاني: ومعنى هذه الآية: أن الله سبحانه يرفع ذرية المؤمن إليه وإن كانوا دونه في العمل لتقر عينه، وتطيب نفسه، بشرط أن يكونوا مؤمنين، فيختص ذلك بمن يتصف بالإيمان من الذرية وهم البالغون دون الصغار، فإنهم وإن كانوا لاحقين بآبائهم، فبدليل آخر غير هذه الآية. وقيل: إن الذرية تطلق على الكبار والصغار كما هو المعنى اللغوي، فيلحق بالآباء المؤمنين صغار ذريتهم وكبارهم، أي: ألحقنا بالذرية المتبعة لآبائهم بإيمان ذريتهم. انتهى.

والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

المقالات

الصوتيات

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني