الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

قيام الليل بسورة البقرة هل يغني عن الرقية الشرعية؟

السؤال

هل قيام الليل يوميا بسورة البقرة، يغني عن الرقية الشرعية؟

الإجابــة

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:

فإن قراءة البقرة في الصلاة، أفضل من قراءتها في غير الصلاة، وبذلك يعلم أنه تكفي قراءتها في الصلاة لمن أراد الرقية بها.

فقد قال شيخ الإسلام رحمه الله: الأمر بالقراءة والترغيب فيها، يتناول المصلي، أعظم مما يتناول غيره، فإن قراءة القرآن في الصلاة أفضل منها خارج الصلاة، وما ورد من الفضل لقارئ القرآن، يتناول المصلي أعظم مما يتناول غيره.... انتهى.

وقد سمعنا بعض الرقاة ينصحون المسترقين المسحورين بقراءتها في الصلاة.

ولا شك أن سورة البقرة من أعظم ما يرقى به، وخصوصا الآيتين الأخيرتين منها، وآية الكرسي؛ لما في الحديث: اقرؤوا سورة البقرة، فإن أخذها بركة، وتركها حسرة، ولا تستطيعها البطلة. رواه مسلم.

والبطلة: السحرة.

وفي الحديث: إن الشيطان ينفر من البيت الذي تقرأ فيه سورة البقرة. رواه مسلم.

وفي حديث آخر: إن الله عز وجل كتب كتابا قبل أن يخلق السماوات والأرض بألفي عام، أنزل منه آيتين ختم بهما سورة البقرة، لا يقرآن في دار ثلاث ليال فيقربها الشيطان. رواه الترمذي والحاكم والطبراني، وقال الهيثمي: رجاله ثقات، وصححه الألباني.
ومن صلى بها في القيام فسيقرأ معها سورة الفاتحة، والفاتحة من أعظم ما يرقى به، فعن أبي سعيد رضي الله عنه قال: انطلق نفر من أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم في سفرة سافروها، حتى نزلوا على حي من أحياء العرب، فاستضافوهم فأبوا أن يضيفوهم، فلدغ سيد ذلك الحي فسعوا له بكل شيء لا ينفعه شيء، فقال: بعضهم: لو أتيتم هؤلاء الرهط الذين نزلوا لعله أن يكون عند بعضهم شيء، فأتوهم فقالوا: يا أيها الرهط إن سيدنا لدغ، وسعينا له بكل شيء لا ينفعه، فهل عند أحد منكم من شيء؟ فقال بعضهم: نعم والله إني لأرقي، ولكن والله لقد استضفناكم فلم تضيفونا، فما أنا براق لكم حتى تجعلوا لنا جعلا، فصالحوهم على قطيع من الغنم، فانطلق يتفل عليه ويقرأ (الحمد لله رب العالمين) فكأنما نشط من عقال، فانطلق يمشي وما به قلبة، قال: فأوفوهم جعلهم الذي صالحوهم عليه، فقال بعضهم: اقسموا. فقال الذي رقى: لا تفعلوا حتى نأتي النبي صلى الله عليه وسلم فنذكر له الذي كان، فننظر ما يأمرنا، فقدموا على رسول الله صلى الله عليه وسلم فذكروا له، فقال: وما يدريك أنها رقية. ثم قال: قد أصبتم، اقسموا، واضربوا لي معكم سهما. رواه البخاري ومسلم.
وأما عن الاستغناء بها عما سواها من الرقى الشرعية، فإن الرقية لم يثبت فيها تحديد لقراءة شيء معين لا يجزئ غيره، فمن رقى بالفاتحة أو البقرة أو بالمعوذات أو غير ذلك من القرآن، فيرجى له حصول النفع -إن شاء الله- وليس هناك شيء لازم لا يجزئ غيره.

والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

المقالات

الصوتيات

المكتبة

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني