الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

على العبد أن يحسن ظنه بربه تعالى في جميع شؤونه

السؤال

يحدث معي كثيرًا أني أكون في يوم موفقة في أكثر من شيء، وفي نفس هذا اليوم يكون مثلًا لديّ اختبار في إحدى المواد، فينتابني شعور بأني لن أبلي بلاء حسنًا في الاختبار، بما أني كنت سعيدة قبلها، أي أن السعادة لن تكتمل، وهذا الشعور شعرت بأنه ضلال، فهل له أصل ديني؟

الإجابــة

الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله، وصحبه، أما بعد:

فليس لهذا الشعور أصل ديني، بل على العبد أن يحسن ظنه بربه تعالى في جميع شؤونه؛ فإن الله عند ظن عبده به، وعليه أن يكون متفائلًا، مؤملًا للخير، راجيًا فضل ربه تعالى، فقد كان نبينا صلى الله عليه وسلم يعجبه الفأل.

وعليه كذلك أن يبذل ما يستطيعه من الأخذ بأسباب التوفيق والنجاح، فإذا أخذ بما في مقدوره من الأسباب، وأحسن ظنه بربه تعالى، كان التوفيق حليفه -بإذن الله-، ثم إن أصابه مكروه بعد ذلك، فليتلقه بالصبر، والتسليم، وليعلم أن هذا هو الخير له؛ لأن الله لا يقضي للمؤمن قضاء إلا كان خيرًا له، وليعلم أن الله أعلم بمصلحته منه، وأرحم به من أمّه التي ولدته، فاختيار الله له خير من اختياره لنفسه، ومن ثم؛ فهو يرضى بكل ما منّ الله تعالى.

والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

المقالات

الصوتيات

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني