الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

سبب فقدان لذة الأنس بالله

السؤال

أنا مسلم بفضل الله، اعتدت لبضعة أيام أن أجلس وأناجي ربي على سطح منزلنا، وكنت أشعر بقرب من الله أكثر فأكثر، وأرى ذلك في تحسن حالتي النفسية وأمور دنياي، ولكن انقطعت لمدة أسبوع، ثم عدت لذلك، فعند عودتي لم أجد ذلك الإيمان أو اليقين الذي كان لدي، وراودتني شكوك في الإسلام والعقيدة.
لا أدري كيف أو لماذا. أنا لم أفكر في أي من ذلك سابقا، أسال الله الثبات لنا ولكم.
السؤال هو: من ماذا مثل هذه الشكوك؟ ولماذا لم يكن اليقين كما كان؟
هل هذا سببه معاصي أم حسد أم أن الشيطان كان يخدع عقلي؟
وماذا أفعل كي أمحو هذه الأفكار تماما، وأتقرب إلى الله أكثر؟
وجزاكم الله عني خير الجزاء.

الإجابــة

الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله وصحبه، أما بعد:

فهذه الأفكار من الوساوس التي يلقيها الشيطان في قلبك؛ ليحول بها بينك وبين الخير، ويبعدك عما يحصل لك من الأنس بالله تعالى، وذلك أن الشيطان للعبد بالمرصاد، فعليك أن تجاهد هذه الأفكار، وتبعدها عنك بكل ممكن، واعلم أنها لا تضرك ولا تؤثر في إيمانك ما دمت كارها لها نافرا منها، وبمزيد المجاهدة ستذهب عنك إن شاء الله، ويعود لك ما كنت تعتاده من الأنس بالله وبمناجاته، فعليك حتى يعود لك هذا الخير، ولا تحرم منه أن تستمر في دعاء الله تعالى، واللجأ إليه ومناجاته وذكره، وأحسن ما تذكره به كلامه المنزل على رسوله صلى الله عليه وسلم، فاقرأ القرآن في خلوتك بتدبر وتفكر، والتمس الهدى منه، وشرح الصدر فيه يحصل لك من جراء ذلك خير عظيم، وتجنب المعاصي ظاهرها وباطنها، وتب منها إلى الله تعالى، فإنها من أعظم ما يحول بين العبد وبين أنسه بربه كما قيل:

إذا كنت قد أوحشتك الذنوب فدعها إذا شئت واستأنسِ

واجتهد في دعاء الله أن يذيقك حلاوة الإيمان، ولذة الأنس به سبحانه؛ فإن القلوب بين إصبعين من أصابعه سبحانه يقلبها كيف يشاء، ولا تسأم الطاعة وإن تأخر شعورك بلذتها، فإن اللذة لا تنال إلا بعد مصابرة ومجاهدة، وانظر الفتوى رقم: 139680.

نسأل الله أن يذيقنا وإياك حلاوة الإيمان.

والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

المقالات

الصوتيات

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني