الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

قدرة الله تعالى لا تتناهى وليس لها حد تنحصر فيه

السؤال

جاءني سؤال، فلم أعرف له جوابًا، أليس الله قادرًا على كل شيء؟ إذن، فهو قادر على أن يكون أقدر من قدرته على كل شيء؟ عجز عقلي عن الرد.

الإجابــة

الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله، وصحبه، أما بعد:

فقدرة الله تعالى لا تتناهى، وليس لها حد تنحصر فيه، كما قال ابن حزم في (الأخلاق والسير): فسبحان العزيز الحكيم، الذي لا تتناهى مقدوراته. اهـ.

وقال القرطبي في تفسيره: القدرة صفة أزلية، لا تتناهى مقدوراته، كما لا تتناهى معلوماته ... والقدرة هي التي يكون بها الفعل، ولا يجوز وجود العجز معها. اهـ.

وما كان كذلك؛ فلا يتصور الزيادة عليه، كما لا يتصور الرياضيون الزيادة على اللانهاية؛ ومن ثم، فلا يتغير الناتج إذا طرح منها، أو جمع عليها أي عدد ولو كان كبيرًا؛ فالناتج سيكون أيضًا هو اللانهاية!

والمقصود هو التنبيه على فساد تصور وجود زيادة على قدرة الله تعالى، فليس هناك شيء يعجز الله عنه أصلًا؛ ليصح تصور زيادة القدرة! فأصل السؤال أتى على محال، فالله على كل شيء قدير، ولكن المحال ليس بشيء أصلًا، ومن المعروف بداهة أن القدرة إنما تتعلق بالممكن لا بالمحال، وقد أشرنا إلى هذا الأصل في عدة فتاوى سابقة، فراجع منها لمزيد الإيضاح، الفتاوى التالية أرقامها: 44982 - 111144 -291610 .

وإننا لنوصي السائل - بعد الاطلاع على أسئلته السابقة- أن يرفق بنفسه، ولا يفتح عليها أبواب الشبهات والوساوس.

والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

المقالات

الصوتيات

المكتبة

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني