الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

حكم منع الأم لابنها من الإقامة مع أبيه

السؤال

أمي وأبي انفصلوا أكثر من ٥ سنوات، وأنا الآن مع إخواني وجدتي أم أبي، وعمتي زوجة أبي وأمي في منطقة أخرى مع أمي وأخي، وعمري ١٨ أفكر أن أذهب عنده، وأجلس وأكمل دراستي، وأعتني به وبرا به، ولكن عندي مشكلة مع إخواني، فأبي مهمل تجاه إخواني وليس الإهمال الكثير جدا، لكن لا يسأل عن دراستهم ولا عن مشاكلهم، وهم يجلسون أمام الانترنت كثيرا، فلا أحد يحاسبهم إذا أخطؤوا أو يوجههم، فإني أخاف عليهم من أن تفسدهم الأفكار والأعمال السيئة التي في الجوال أو الحياة أو غيره، وأبي يسأل حين تأتي المشكلة مع أنهم في بيت واحد. علما بأن إخواني كالتالي: أخت في ١٥، وأخ في ١٤، وأخ أكبر في العمل، ولا يكون متفرغا جدا لأن عمله خارج المدينة. وعلما بأن أمي لا تريد أن آتي إليه، تريد أن أجلس مع إخواني؛ لأجل أن أعتني بهم، فأنا لا أدري إذا ذهبت هل أستطيع الاعتماد على من في البيت وإخواني مع أني لا أظن ذلك. وشكرا.

الإجابــة

الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله وصحبه، أما بعد:

فسؤالك غير واضح، والذي فهمناه منه أنّ والديك مفترقان، وأنت تقيم مع إخوتك، وأبوك يقيم وحده، وأنت تريد أن تنتقل لتقيم معه وتترك إخوتك، ولكنك تخشى عليهم الفساد، وأمّك تمنعك من الإقامة مع أبيك، فإن كان الحال هكذا، فالواجب عليك أن تبر أبويك، وإذا كان أبوك يحتاجك للإقامة معه بحيث يكون تركك للإقامة معه تضييعا له، ففي هذه الحال يجب عليك أن تقيم معه، ولا طاعة لأمّك في المنع منه، وعليك أن تتفقد إخوتك حسب استطاعتك.
أمّا إذا لم يكن في ترك الإقامة معه تضييع له، فعليك طاعة أمّك في البقاء مع إخوتك، مع مداومة برّ أبيك وزيارته والإحسان إليه.

والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

المكتبة

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني