الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

بقاء المرأة مع من ينكر بعض الأمور الثابتة في الدين

السؤال

بارك الله في القائمين علی هذا الموقع. قريبة لي تزوجت من رجل، وأنجبت أولادًا، وبعد فترة انتقلوا إلى مكان فيه نصارى، وبدأ الرجل يتغير تدريجيًّا حتى أصبح ينكر أمورًا كثيرة في ديننا، فماذا يجب عليها فعله؟ خصوصا أن عندها أولادًا بحاجة لرعاية، وليس لها ملجأ آخر. أفيدونا -جزاكم الله خيرًا-.

الإجابــة

الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله، وصحبه، أما بعد:

فالذي ننصح به هذه المرأة أن تجتهد في استصلاح زوجها، وإعانته على الاستقامة، والثبات على الدين الحق.

وإذا أمكن الانتقال إلى موضع آخر فيه جيران صالحون، فهذا من أعظم العون على الصلاح.

وإذا تعذر الانتقال، فينبغي أن تبذل وسعها في تحصينه من الفتن، وتقوية صلته بربه.

ومما يعينها على ذلك: أن تحثه على الحرص على الرفقة الصالحة التي تعينه على الخير، واجتناب رفقة السوء، وأن توجهه إلى دروس العلم، ومجالس الذكر في المساجد، ونحو ذلك من وسائل الدعوة، وأسباب صلاح القلوب، مع الإلحاح في الدعاء له بالهداية.

فإذا لم يفد ذلك، وبقي مفرطًا في الفرائض، أو مرتكبًا للكبائر، فالأولى لها مفارقته بطلاق، أو خلع، قال المرداوي: إذا ترك الزوج حق الله، فالمرأة في ذلك كالزوج، فتتخلص منه بالخلع، ونحوه. اهـ.

أمّا إذا كان ينكر شيئًا معلومًا من الدين بالضرورة؛ كالصلوات الخمس، والزكاة، والصيام، فهذا كفر مخرج من الملة، ولا يحل للمسلمة البقاء مع صاحبه، ففي هذه الحال عليها أن ترفع أمره إلى القضاء؛ ليفرق بينهما إن ثبتت ردته، وراجع الفتوى رقم: 132975.

والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

الصوتيات

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني