الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

حكم استعمال الأشياء المسروقة

السؤال

نصحوا أباهم الذي سرق أواني مطبخ قريبته بدل خدمة لم يكافأ عليها. فما حكم الأكل والشرب في هذه الأواني؟ وهل يأثم الأولاد بشربهم وأكلهم في هذه الأواني؟ علما أنهم يعرفون أنها مسروقة، وقد نصحوا الأب فلم يستجب؟

الإجابــة

الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله وصحبه، أما بعد:

فيقول الله سبحانه وتعالى: يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لَا تَأْكُلُوا أَمْوَالَكُمْ بَيْنَكُمْ بِالْبَاطِلِ.{النساء:29}، فلا يجوز أخذ مال المسلم بغير رضا منه، وخصوصا إذا كان من قرابته الذين ينبغي عليه أن يحسن إليهم، ويحفظ حقوقهم؛ لكونهم أصحاب حق خاص يضاف إلى حق الإسلام، ألا وهو حق الرحم والقرابة، والأصل هو حرمة مال قريبة والدكم، وكونه أخذ هذه الأواني مقابل خدمة لم يكافأ عليها، ليس كافياً لجواز فعله، لعدم ظهور ثبوت الحق له، فيحتمل أن والدكم عمل هذه الخدمة من غير أن يتعاقد معها على أجرة، وإذا فرض أنّ له حقا ثابتا فكيف يضمن أنّه أخذ ما يقابل حقه دون زيادة؟ فقد وضع العلماء القائلون بمسألة الظفر بالحق شروطاً وضوابط للجواز، مبينة في الفتوى رقم: 28871.

فنصيحتنا لكم ألا تستعملوا هذه الأواني، وأن تقوموا بنصح والدكم برفق وأدب أن يتحرى الحلال، ويحذر من أكل مال الغير بغير حق.

والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

الصوتيات

المكتبة

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني