الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

إرسال الابن الطعام إلى الوالد الموسر

السؤال

نشكركم على هذا الجهد المبارك.
هل يلزم الابن المتزوج أن يرسل وجبة الغذاء لوالده يوميًّا على نفقته الخاصة؟ وهل من الشرع إجبار زوجته على تحضير هذا الطعام؟ علمًا أن الأب يعمل في وظيفة مرموقة، ولديه دخل كبير، ولديه المقدرة المالية والصحية أن يشتري أكله جاهزًا من الخارج، بل هو يشتري بالفعل عندما يأتي إليه بناته وأبناؤه المتزوجون، والابن ليس لديه دخل، ولا يعمل منذ سنتين، ولديه خمسة أطفال، ويملك مبلغًا من المال اكتسبه من عمل ست سنوات خارج البلاد، وينفق منه دون تشغيله في أي مشروع، ولا يعود للبيت أي دخل من أي جهة، فهل هذا عدل ومن الشرع؟ وما موقف الزوجة إذن؟ هل تطيع الزوج وتسانده في بر والده بالإنفاق؟ أم تدافع عن حق أولادها في المال الذي ينفق دون الحاجة؟

الإجابــة

الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله، وصحبه، أما بعد:

فلا يلزم الابن أن ينفق على أبيه الموسر، ولا يجب على الزوجة أن تخدم والد زوجها بتجهيز طعامه، أو غيره، إلا أن تتبرع بذلك، فهو من الإحسان، ومن مكارم الأخلاق.

وعليه؛ فما دام والد زوجك غنيًّا، فلا يجب على ابنه أن يرسل إليه الطعام، ولا يلزمك أنت تجهيزه، لكن ما دام زوجك ينفق عليك وعلى أولاده بالمعروف، فمن حقّه أن ينفق على أبيه ما شاء، ويبره بما يستطيع، وليس من حقّك الاعتراض على ذلك، بل ينبغي عليك أن تحثيه على بر أبيه، وتفرحي بحرصه على ذلك، فإنّ برّ الوالد من أسباب رضا الله عن العبد، ومن أسباب التوفيق، والبركة، والفلاح في الدنيا والآخرة.

لكن لا مانع مع ذلك أن تنصحي زوجك برفق وحكمة بالموازنة بين إنفاقه على أبيه غير المحتاج، وبين ادّخار شيء من المال لبيته وأولاده، وأن يبادر بالبحث عن وظيفة، أو وسيلة مباحة لكسب المال الحلال، ولا يقعد حتى ينفد ماله، فيضيع نفسه وأهله.

والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

المقالات

الصوتيات

المكتبة

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني