الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

وجوب رعاية وتأديب الإخوة بعد وفاة الأب

السؤال

توفي والدي قبل سنة، وترك لنا إخوة صغارا، مع العلم أن والدي متزوج من اثنتين، وأنا أخاف عليهم، وأعاملهم كمعاملة أبنائي، لكن المشكلة أن أمهم لا تريد أن أتدخل لهم، ولا تريد أن أتعرف عليهم، والأخ البكر الذي يكبرني بسنة يقول لي: دع الخلق للخالق، ولا يريد التدخل في أي شيء، مع العلم أني من يقوم بمهام البيت كاملة، وكل المسؤولية علي.
هل أتركهم كما يقول أخي البكر: دع الخلق للخالق، وأترك أمهم تقوم بما يحلو لها بالخروج والدخول من المنزل حسب مزاجها، وكلنا نسكن في بيت واحد؟
أفيدونا جزاكم الله خيرا.

الإجابــة

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:

فمن برّك بأبيك بعد موته، أن تعتني بإخوتك الصغار، وتحرص على تربيتهم وتعليمهم ما ينفعهم، فإنّ ذلك من صلة الرحم من جهته، وانظر الفتوى رقم: 18806.
قال ابن عبد البر -رحمه الله-: فواجب على كل مسلم أن يعلم أهله ما بهم الحاجة إليه من أمر دينهم، ويأمرهم به. وواجب عليه أن ينهاهم عن كل ما لا يحل لهم، ويوقفهم عليه ويمنعهم منه، ويعلمهم ذلك كله. التمهيد لما في الموطأ من المعاني والأسانيد.
وقال النووي -رحمه الله-: باب وجوب أمره أهله وأولاده المميزين، وسائر من في رعيته، بطاعة الله تعالى، ونهيهم عن المخالفة وتأديبهم، ومنعهم من ارتكاب مَنْهِيٍّ عَنْهُ. رياض الصالحين.

فاجتهد ما استطعت في رعاية هؤلاء الإخوة، وتعليمهم ما ينفعهم، وأمّا أمّهم فليس لك عليها ولاية، لكن لا مانع من النصيحة، والأمر بالمعروف، والنهي عن المنكر برفق وحكمة.
والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

المكتبة

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني