الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

لا حرج في الحيلة المباحة لحل مشكلة بين الوالدين

السؤال

قبل فترة أعطيت أمي جهاز آيباد خاصا بي، ثم افتعل أبي مشكلة بينه وبين أمي تخص الجهاز (يطول ذكرها، وفيها ظلم من أبي لأمي) فخافت أمي، واتفقنا أنا وهي أن نعمل (تورية) من غير أن نكذب على أبي؛ حتى تخرج أمي من هذه المشكلة.
والتورية هي: أن أمي أعطتني ألف ريال "مضطرة" مقابل الجهاز (كأنها اشترته مني) وأنا أقول لأبي إن أمي أعطتني فلوسه "أي الجهاز"؛ حتى لا يستطيع أن يأخذه منها. والحمد لله، انتهت المشكلة.
الآن بعد انتهاء المشكلة. هل يجوز أن أُعيد هذه الألف لأمي؟
وإن كان ذلك لا يجوز، فسأنوي أن أُعطيها ألف ريال بِرا بها، ولأنها مُحتاجة للمال.
* ملاحظة: لا أذكر كم سعر الآيباد بالضبط، لكن أعتقد أنه أكثر من ألف، وقمت بعمل (تورية) أخرى لأبي بخصوص ذلك، يطول ذكرها.
أعتذر لكثرة رسائلي، وأرجو عدم نشر هذه الرسالة، وجزاكم الله خيرا.

الإجابــة

الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله وصحبه، أما بعد:

فقد أحسنت في حل المشكلة والخروج منها بما يرضي الأب، دون الكذب عليه صريحا، وهذا من الحكمة المحمودة في هذا المقام. وقد ورد عن عمران بن حصين قوله: إن في المعاريض، لمندوحة عن الكذب. رواه البخاري في الأدب المفرد.
والتورية أن يتكلم المتكلم بكلام له معنى ظاهر، متبادر للسامع، وله معنى آخر خفي. ومقصود المتكلم هو هذا المعنى الخفي، إلا أنه ورّاه وأخفاه بذلك المعنى الظاهر المتبادر.

ولا حرج عليك أن تعطي أمك الألف على كل حال، لكن دون إعلام الأب بذلك؛ لئلا يكون فيه ما يغضبه. جمعا بين البر بالأم، واجتناب ما يسوء الأب.

والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

الصوتيات

المكتبة

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني