الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

السؤال

أنا فتاة متزوجة منذ 3 سنوات، وعندي طفلة. زوجي كثير الحلف بالطلاق، كقوله: أنت لست في ذمتي إن لم تخبريني بكذا، أو فعلت كذا.
وقد حصلت مشاجرة بيننا، وكان يبحث عن أخطائي في الماضي: أي قبل زواجي منه. وقد حلفني أن صديقاتي ليس لديهن ماض مع شباب. وقال: أنت لست في ذمتي إن كان لهن ماض، ولم تخبريني؛ فحلفت أنهن ليس لهن ماض، وفي نيتي قصد أنهن بعد زواجهن ليست لهن علاقات، وقد تُبْن بعد زواجهن، وقال أيضا: أنت لست بذمتي إذا كانت صديقاتك تقوم بسبي، ولم تخبريني، فحلفت، وأقصد في نيتي أنهن لم يقمن بسبه بالأمس.
سؤالي: هل وقع طلاقه علي من كلامي وكذبي عليه؛ لأنه كثير الشك، ولو اعترفت؛ لطلقني؟
أرجو إفادتي.
وجزاكم الله خيرا.

الإجابــة

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:

فالنية لها تأثيرها في باب الأيمان، كما قرر ذلك الفقهاء، وسبق وأن أوضحنا ذلك في الفتوى رقم: 110076. هذا من جهة.

ومن جهة أخرى: فإن المقرر عندهم أيضا أن اليمين على نية الحالف، إلا أن يكون المستحلف القاضي.

قال النووي في شرحه على صحيح مسلم: فأما إذا حلف بغير استحلاف القاضي، وَورَّى، تنفعه التورية، ولا يحنث. سواء حلف ابتداء من غير تحليف، أو حلفه غير القاضي، وغير نائبه في ذلك، ولا اعتبار بنية المستحلف غير القاضي. اهـ.

وبناء على هذا؛ لا يكون الحنث قد حصل بهذه التورية في كلامك، فلا يترتب على ما تلفظ به زوجك شيء.

وننبه إلى أنه ليس للزوج أن يسأل زوجته عن ماضيها، أو ماضي صويحباتها، أو أن يستحلفها في شيء من ذلك. وينبغي أن يجتنب الزوجان المشاكل قدر الإمكان، وأن لا يجعل الزوج الطلاق وسيلة لحلها.

والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

الصوتيات

المكتبة

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني