الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

حكم العمل في إعداد كشوف يعطي مديرها مكافآت يقدرها شخصيا

السؤال

أعمل في شركة مع مدير عام تأتي له مبالغ مالية؛ كمكافآت رسمية زائدة على المرتب للعاملين؛ بناءً على تقديره الشخصي، وتفوضه الشركة في ذلك، ولا توجد معايير يقاس عليها غير تقديره الشخصي.
ولكن لاحظت أن هذا الأمر يشوبه بعض المجاملات للناس المقربين منه؛ حيث يعطيهم مبالغ أكثر من غيرهم، ويتمثل عملي في الإدارة في إعداد الكشوفات، وبها المبالغ التي يضعها هذا المدير، وإرسالها للإدارة المالية لتصرف المبالغ للعاملين، وهذا جزء من عملي بالإدارة، وليس عملي كله فيها، وينبه هذا المدير علينا أيضا بعدم إخبار أي موظف بما يحصل عليه الآخر.
فهل في ذلك وزر من جانبي؟ وإذا كان هناك وزر هل أترك هذا العمل؟ علما أن حياتي مبنية على هذه الوظيفة، بالإضافة إلى أنني لو استطعت أن أنتقل إلى إدارة أخرى مثل إدارة شؤون العاملين سأجد فيها أيضا مشكلة؛ حيث إنني سوف أكون مضطرا إلى إعطاء العاملين الذين يرغبون في أخذ قروض ربوية من البنوك ورقة رسمية مختومة تثبت أنهم موظفون بالشركة حتى يستطيعوا أخذ هذا القرض، وسوف أضطر أيضا إلى إرسال ملفات الموظفين إلى التأمينات عند بلوغهم سن المعاش، وهذا جزء من عمل شؤون العاملين، وليس العمل كله.
أرجو الرد، وتحديد أي مكان أفضل من الآخر حتى أتخذ قرارا بالنقل من عدمه.

الإجابــة

الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله وصحبه، أما بعد:

فما دام مرد المكافآت التي تعطى للموظفين إلى تقدير المدير وأمانته فهو المسؤول عن ذلك، ومجرد الشك حول محاباته لعامل دون غيره لا اعتبار له، ولا يمنعك من إعداد الكشوف، والبقاء في العمل المذكور.

ويمكنك أن تنصح المدير بتقوى الله، ومراعاة الأمانة التي اؤتمن عليها إن أمكنك ذلك، فما يعطيه للموظفين ليس من ماله الخاص حتى يفاضل وفق هواه، وهو مسؤول عما يصرفه بغير حق، فليتق الله، وليتحر الصواب في ذلك. لما روى مسلم من حديث تميم الداري أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: الدين النصيحة، قلنا لمن؟ قال: لله ولكتابه ولرسوله ولأئمة المسلمين وعامتهم.

والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني