الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

حكم تلفظ الموكَل بالزاواج بالإيجاب من غير استحضار النية

السؤال

بداية أعرف أن هذا السؤال ناتج عن وسواس، لكن أتمنى أن تجيبوا عليه؛ لتريحوا قلبي!كان أبي وأمي مطلقين، وأرادا أن يتزوجا مرة أخرى، ولأن جدي -والد أمي- متوفى، كنت أنا ولي أمي عند كتابة عقد الزواج. المهم، حضر الشهود، وطلب مني المأذون أن أردد ما يقول، فبدأ بدعاء طويل، ثم فجأة قال: "زوجتك موكلتي" فرددت وراءه ذلك، لكن بسبب المفاجأة شعرت أني أقول ذلك، وأن نيتي في التزويج لم تكن حاضرة في تلك اللحظة، وأني رددت وراءه ما يقول فقط!أنا لست متأكدا حقيقة، بل في شك!هل الزواج صحيح في هذه الحالة، وكل ما أمُر به هو مجرد وساوس أم ماذا؟

الإجابــة

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:

فهذا الزواج صحيح، ولا يؤثر على صحته مجرد ما ذكرت من أنك تلفظت بالإيجاب من غير استحضار للنية، فالزواج لا تشترط له النية اشتراطها في العبادات، ولذلك يصح مع الهزل.

جاء في الحديث الذي رواه أبو داود والترمذي وابن ماجه عن أبي هريرة -رضي الله عنه- قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ثلاث جدهن جد، وهزلهن جد: النكاح والطلاق والرجعة.

ثم إن النية محلها القلب، وهي حاصلة فيما أنتم فيه، فإنك لم تأت لمجلس العقد إلا لأنك تريد أن تتولى تزويج أمك، ولأجل هذا لقنك المأذون الإيجاب؛ لكونه يعلم أنك وليها. فهذه وساوس وخواطر، لا تلتفت إليها.

واعلم أن الإعراض عن الوساوس، من أفضل ما يمكن أن يعين في الشفاء منها، بالإضافة إلى ذكر الله والرقية الشرعية، وانظر الفتوى رقم: 3086. يسر الله تعالى لك العافية من كل بلاء.
والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

المقالات

الصوتيات

المكتبة

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني