الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

تعريف الفاسق وشروط التوبة

السؤال

من هي المرأة الفاسقة؟ وهل تقبل توبتها؟

الإجابــة

الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله، وصحبه، أما بعد:

فالفاسق من الذكور أو الإناث هو: من يرتكب كبيرة، أو يصر على صغيرة، جاء في الموسوعة الفقهية: الْفَاسِقُ هُوَ: الْمُسْلِمُ الَّذِي ارْتَكَبَ كَبِيرَةً قَصْدًا، أَوْ صَغِيرَةً مَعَ الإْصْرَارِ عَلَيْهَا، بِلاَ تَأْوِيلٍ. انتهى. فالمرأة المرتكبة للكبائر كترك الصلاة، أو التبرج، أو نحو ذلك؛ فاسقة، وكذا المصرة على الصغائر بلا تأويل، تعد فاسقة.

وكل مذنب؛ فتوبته مقبولة إن استوفت شروطها، مهما كان ذنبه، بل حتى الكافر لو تاب من كفره، قبل الله توبته.

والفاسق من الرجال أو النساء مهما كان سبب فسقه، فإنه إذا تاب إلى الله توبة نصوحًا، قبل الله توبته، وزال عنه اسم الفسق، وصار عدلًا.

وشروط التوبة هي: الإقلاع عن الذنب، والعزم على عدم معاودته، والندم على فعله. وإذا كان الذنب متعلقًا بحق آدمي، فلا بد من رد الحق إليه.

فمن أتى بهذه الشروط، ووقعت توبته في الوقت الذي تقبل فيه التوبة، وهو ما قبل الغرغرة؛ قال تعالى: إِنَّمَا التَّوْبَةُ عَلَى اللَّهِ لِلَّذِينَ يَعْمَلُونَ السُّوءَ بِجَهَالَةٍ ثُمَّ يَتُوبُونَ مِنْ قَرِيبٍ فَأُولَئِكَ يَتُوبُ اللَّهُ عَلَيْهِمْ وَكَانَ اللَّهُ عَلِيمًا حَكِيمًا * وَلَيْسَتِ التَّوْبَةُ لِلَّذِينَ يَعْمَلُونَ السَّيِّئَاتِ حَتَّى إِذَا حَضَرَ أَحَدَهُمُ الْمَوْتُ قَالَ إِنِّي تُبْتُ الْآنَ {النساء: 17-18}؛ فتوبته مقبولة، نافعة له في الدنيا والآخرة، قال صلى الله عليه وسلم: التائب من الذنب، كمن لا ذنب له. رواه ابن ماجه.

والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

المقالات

الصوتيات

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني