الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

من شروط الرجعة، والمعتبر فيها

السؤال

رجاء سعة الصدر لسؤالي. أنا متزوجة منذ 8 سنوات، وخلال هذه السنوات حدثت هذه الطلاقات:
1. أنت طالق صراحةً والنية الطلاق طهر فيه جماع.
2. إذا خرجت من الباب ستكونين طالقا، أنا حالا مطلقك، وهذه ستكون الثانية في نفس جلسة الطلقة الأولى، والنية التهديد، وأنا خرجت ووقع الشرط.
3. أنت طالق خلاص، وهذه الثالثة، ولا توجد رجعة، والنية الطلاق.
4. أنت طالق صراحةً، طاهرة ولم يكن هناك جماع.
5. إذا تحدثت معي في هذا الموضوع مرة ثانية تكونين طالقا طالقا طالقا بالثلاثة، إذا فتحت الموضوع هذا مرة ثانية بعد هذه المكالمة، والنية التهديد، وكان في حالة غضب شديد، وأنا لم أفتح الموضوع ثانية، ثم تخلى عن يمينه ثم عدت، وتحدثت فيه بعد ما تخلى عن يمينه. ما الحكم؟ وهل يجوز التخلي والرجوع عن اليمين؟
6. لن أحلف ثانية في الموضوع هذا أبدا بعمد، ولو على طلاقك سأطلقك، وسأنزلك مصر، ولن أحلف ثانية، فهذا الموضوع أبدا ليس لكِ ولا لغيرك على أي موضوع في حياتي، الذي يريد يصدقني يصدق، والذي لا يريد لن أحلف أبدا، وتكونين طالقا مني لو حلفت ثانية في الموضوع (النية التهديد).
7. لو لم تردي على اتصالي تكونين طالقا، والتليفون كان صامتا أنا ما سمعته، ولا رأيت الرسالة، واتصل بعدها أكثر من مرة، وأنا لم أرد لأني كنت أتوضأ، و لم أسمع صوت الرسالة، وأول ما رأيتها رددت على اتصاله. (النية التهديد).
8. لو رأيت الرسالة ولم تردي طالق ثانية، وأنا كنت أصلي وأول ما رأيت الرسالة رددت، والنية التهديد، وفي نفس المجلس أو المناقشة.
9. إذا نزلت مصر الأسبوع هذا أو الشهر هذا ستكونين طالقا طالقا طالقا طالقا بالثلاثة، وأنا بكامل قواي العقلية، والنية الطلاق ولم أنزل مصر.
10. إذا تحدثت معي في الموضوع ثانية بعد مكالمتنا هذه ستكونين طالقا طالقا طالقا طالقا بالثلاثة، والنية الطلاق، وأنا تحدثت في هذا الموضوع أكثر من مرة.
11. وأيضا هناك طلاق مؤجل بزمن يوم 8/26 اعتبري نفسك مطلقة.
12. حلف بالطلاق لمنع نفسه من عمل هذا الذنب: أقسم بالله لن أعود لهذا الذنب أبدا، وتكونين طالقا مني إذا عدت، طلاقا نهائيا لا رجعة فيه، وعاد للذنب المحلوف عليه.
13. أنت طالق لو كنت عملت أي حاجة من هذه الحاجات من يوم ما جئت لحد... وسكت؛ لأنه تقريبا تذكر أنه فعل شيئا منها. حالتي طهر في جماع.
14. أنت بالنسبة لي مطلقة، في حكم المطلقة، وإذا حجزت لك ولم تنزلي تبقين طالقا. الحالة: نهاية الحيض، و كان بسبب ذهابي للقسم وعمل محضر بعدم التعرض، فانفعل وعند الرجوع للبيت قال ذلك.
15. أنت طالق لو تحدثت في هذا الموضوع ثانية. أنت طالق لو تحدثتي في هذا الموضوع ثانية، وتحدثت. حالتي طهر في جماع.
16. أنت طالق بالعشرين لو جاء شهر ثلاثة، وحجزت لك، ولم تنزلي. أنت طالق طالق طالق، ونزلت مصر في شهر ثلاثة بمجرد الحجز.
17. ما خلاص سأطلق أمك أنت مالك بموبايلي.
18. يعني أحلف يمينا حتى تنزلي.
19. يعني لازم أقول طلاقا ثانيا حتى تنزلي.
20. يعني أحلف بالطلاق أني سأطلقك لما تنزلي مصر.
21. بإذن الله أول ما تنزلي مصر سننفصل.
22. قدامك أسبوعان أو ثلاثة أول ما نرجع قطر بعدها تنزلين مصر إلى أن أحجز تذكرة، ولو ما نزلت أنت طالق.
23. أثناء تذكره الموقف أعاد الكلام الذي قاله، وقال أنا فاكر أنا حلفت ماذا قلت. أنا قلت علي الطلاق أطلقك، وكان يعيد فقط الحوار للتوضيح.
مع العلم حالة زوجي الصحية أنه مريض نفسيا، ويعالج الآن من مرض الوسواس القهري الجنسي، وانحرافات جنسية متعددة أكثرها حدة مرض الاستعراء. كذلك هناك شك بمرض يتعلق بالذاكرة والانتباه، وقد يكون ذا منشأ وراثي، وهو تحت الفحوصات الآن للتأكد، لكن الأطباء النفسيين قالوا إنه مسؤول عن أفعاله وأقواله بنسبة 80٪ .
سألنا في حكم هذه الطلاقات في المحكمة الشرعية نظراً لإقامتي ببلد عربي، حكمت أن كل هذه الطلاقات تعتبر طلقتين فقط.
لم أكتف لخوفي من الله عز وجل سألنا في دار الافتاء في مصر حكمت بطلقتين أيضا.
فما هو حكم طلاقي؟ أفيدوني أفادكم الله. فأنا في حيرة من أمري، وعندي ثلاثة أولاد. فما هو الحكم هل بِنْتُ أم ما زلت زوجة له؟

الإجابــة

الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله، وصحبه، أما بعد:

فإن كنتم راجعتم في حالات الطلاق هذه المحكمة الشرعية، وحكمت بوقوع طلقتين فقط، فيسعكم العمل بما حكمت به، ولا تكون البينونة الكبرى قد حصلت بينكما، فإن لم يرجعك زوجك، فله الحق الآن في رجعتك، ولكن إن كانت العدة قد انتهت، فيجب تجديد العقد بإذن وليك وحضور الشهود، وإن كنت لا تزالين في العدة، فلا تحتاج الرجعة لعقد جديد، ولا يشترط لها رضا الزوجة.

قال ابن قدامة: ولا يعتبر في الرجعة رضى المرأة؛ لقول الله تعالى: وبعولتهن أحق بردهن في ذلك إن أرادوا إصلاحا ـ فجعل الحق لهم، وقال سبحانه: فأمسكوهن بمعروف ـ فخاطب الأزواج بالأمر، ولم يجعل لهن اختيارا، ولأن الرجعة إمساك للمرأة بحكم الزوجية، فلم يعتبر رضاها في ذلك، كالتي في صلب نكاحه، وأجمع أهل العلم على هذا. اهـ.

وننبه إلى أن الزواج من شعائر الدين العظيمة، وسماه الله عز وجل في كتابه بالميثاق الغليظ فقال: وَكَيْفَ تَأْخُذُونَهُ وَقَدْ أَفْضَى بَعْضُكُمْ إِلَى بَعْضٍ وَأَخَذْنَ مِنْكُمْ مِيثَاقًا غَلِيظًا {النساء:21}، فليحذر الزوج من تعريض زواجه للوهن بالتلفظ بالطلاق، وليحرص الزوجان على الحفاظ على رباط الأسرة حتى يعيش الأولاد في أسرة مستقرة، وينعكس ذلك إيجابا على تنشئتهم. وانظري الفتوى رقم: 326950. لمزيد الفائدة.

والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

الصوتيات

المكتبة

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني