الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

دعاء المرأة بالزواج من رجل خاطب وأن يرزق الله خطيبته من هو أحسن منه

السؤال

تعرفت إلى شخص صديق لعائلتي، وأحببته -للأسف- ووجدت فيه الصفات التي أتمناها في شريك حياتي، وكنت أتكلم معه على الفيس كصديق بحدود، وقد كتب أنه عازب، لكن بالصدفة اكتشفت أنه خاطب، وأنا فعلًا متعلقة به، وقد ألقى الله حبه في قلبي، والذي يظهر أنه لا يحب خطيبته أصلًا، وأنا لن أفتح أي كلام معه مرة أخرى، فهل يجوز أن أستغفر الله بنية أن يجعل لي نصيبًا فيه، ويرزق خطيبته من هو أحسن منه، وأدعو بهذا، أم إن هذا حرام؟ وإذا كان حلالًا، فما هي الصيغة التي أدعو بها لكي يستجاب دعائي؟ وهل الاستغفار أفضل أم الدعاء؟ أشعر أن الله لا يستجيب دعواتي، ولا أعرف السبب، أتمنى أن تجيبوني وتدعوا لي براحة البال والسعادة.

الإجابــة

الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله، وصحبه، أما بعد:

فالدعاء بالزواج من رجل متزوج -فضلًا عن الخاطب- دعاء مشروع، كما سبقت الإشارة إليه في الفتوى رقم: 219637.

وأما الدعاء بأن يرزق الله خطيبته بمن هو أحسن منه، فهذا يقتضي فسخ خطبتها، ودعاء الله بذلك فيه تعدٍ وبغي! ولا يصح التعلل بأنه لا يحب خطيبته، فهذا مجرد ظن لا يغني من الحق شيئًا، وعلى افتراض صدقه، فإنه لا يغير الحكم، فما كل البيوت تبنى على الحب، ولا يبعد أن يحصل هذا فيما بعد.

وعلى أية حال؛ فقد كان الأليق بالسائلة والأقرب أن تدعو بذلك لنفسها، بأن يرزقها الله من هو خير من هذا الرجل وأفضل، وأن يعافيها من التعلق بما لا طائل تحته، وأن يقدر لها الخير حيث كان، وأن يرضيها به.

وأما المفاضلة بين الاستغفار والدعاء، والترجيح بينهما في باب قضاء الحوائج، فلا داعي له؛ لأنه يمكن الجمع بينهما.

وأما شعور السائلة بأن الله لا يستجيب دعاءها، فسهم من سهام إبليس، يشوش به على المؤمن، ويثبطه عن الدعاء والإلحاح فيه؛ ومن ثم يحول بينه وبين الإجابة؛ لأن الاستعجال مانع من موانعها، كما قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: يُسْتَجَابُ لِأَحَدِكُمْ مَا لَمْ يَعْجَلْ، يَقُولُ: دَعَوْتُ فَلَمْ يُسْتَجَبْ لِي. رواه البخاري ومسلم. وانظري الفتويين: 111052، 63158.

وأخيرًا: ننبه الأخت السائلة على أن صداقة المرأة رجلًا أجنبيًّا عنها على مواقع التواصل، ومحادثتها إياه من غير حاجة: باب فتنة وذريعة للشر، يجب تجنبها، وراجعي في ذلك الفتويين: 232183، 303985.

والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

الصوتيات

المكتبة

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني