الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

الترهيب من غيبة الميت بدون حق

السؤال

تحدثت عن شخص ميت بدون قصد -فقط- ذكرت موقفا ظلم به جدتي، وأخذ ربي حقها منه، ولكن دعوت له بالمغفرة والرحمة، ولكني أحسست بالذنب بعد حديثي، وخفت أن أكون اغتبته. فهل ما فعلته غيبة؟ وإذا كانت كذلك، فكيف أكفر عن ذنبي؟

الإجابــة

الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله وصحبه، أما بعد:

فلا شك أن الحديث عن الشخص بكونه ظالما مما يسوؤه, وبالتالي فيعتبر غيبة, ففي صحيح مسلم, وغيره عن أبي هريرة أن رسول الله صلى الله عليه وسلم، قال: «أتدرون ما الغيبة؟» قالوا: الله ورسوله أعلم، قال: «ذكرك أخاك بما يكره» قيل: أفرأيت إن كان في أخي ما أقول؟ قال: «إن كان فيه ما تقول، فقد اغتبته، وإن لم يكن فيه فقد بهته»
وغيبة الميت أشد من غيبة الحي. قال المناوي في التيسير بشرح الجامع الصغير: فَإِن غيبَة الْمَيِّت أشدّ من غيبَة الْحَيّ، وَهَذَا مَا لم يَتَرَتَّب على ذكره بالسوء مصلحَة؛ وَإِلَّا كالتحذير من بدعته فَهُوَ جَائِز بل وَاجِب. انتهى

وقد ذكرنا كيفية التوبة من غيبة الميت, وذلك في الفتوى رقم: 307027.

لكن إذا كان هذا الذى صدر منك كان حقا عن غير قصد, فإنه لا مؤاخذة عليك؛ لقوله صلى الله عليه وسلم: إن الله تجاوز عن أمتي الخطأ، والنسيان، وما استكرهوا عليه. رواه ابن ماجه، وغيره، وصححه الألباني.

والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

المقالات

الصوتيات

المكتبة

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني