الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

فضل وطريق المحبة في الله تعالى

السؤال

كيف أكون صديقة في الله؟

الإجابــة

الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله، وصحبه، أما بعد:

فإن كان مرادك السؤال عن المحبة في الله تعالى، وكيف تكونين محبة لأخواتك في الله تعالى؛ فطريق ذلك أن تتخيري أهل الصلاح والتقوى، فتصحبيهن لما في صحبتهن من التقريب إلى الله تعالى، فلا تجمعك بهن مصلحة دنيوية عاجلة ولا لذة أو شهوة حاضرة، وإنما يكون الجامع لك بهن هو طاعة الله وابتغاء مرضاته، فتجتمعن عليه وتفترقن عليه، فيرجى لك ولمن تحابت معك بهذه الصفة أن تكنَّ ممن يظلهم الله في ظل عرشه يوم لا ظل إلا ظله.

ويعينك على ذلك أن تستحضري حقارة الدنيا، وأنها لا تستحق أن يوالى أو يعادى عليها، وتعلمي أن أعظم نفع يحصل لك من أحد هو ما يوصله إليك من الخير بنصح يسديه إليك أو معروف يعينك عليه، فمن عرف قدر الآخرة هانت عليه الدنيا، ومن أحب الله تعالى أحب كل من يعرفه به ويدله عليه، فإذا ظفرت بهذا النوع من الأخوات فعضي عليه بالنواجذ، واحتملي جفوته، وتغاضي عن هفوته، وتجاوزي عن زلته، واغفري تقصيره في حقك، فإن المؤمن لا يطالب ولا يعاتب، ولا يرى له على أحد حقا، ولا يرى له على أحد فضلا، وعلامة تلك المحبة ألا تزيد بالبر ولا تنقص بالجفاء، كما قاله يحيى بن معاذ رحمه الله، نقله عنه الحافظ في الفتح.

والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

المقالات

المكتبة

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني