الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

حكم طلب الطلاق لكون الزوج يبيع لحم الخنزير

السؤال

أنا أعيش ببلد أجنبي مع زوجي وأبنائي، زوجي يملك مطعما للبيتزا وأكلات أخرى، ولكن للأسف يبيع لحم الخنزير في البيتزا، حاولت أنصحه لكن بدون جدوى، يقول لست وحدي، ومثلي مثل الناس، أخبرته أني لا أريد أي فلس من هذا المال أن يدخل لبيتي ولأولادي ففعل، وأنا الآن أدرس، والحكومة تعطيني مصروفا للدراسة، ومصروفا للأولاد، والحمد لله، دائما أرى البركة في هذا المال، والحمد لله رب العالمين، أصبحت لا أطيق زوجي؛ لأن المسؤولية كلها علي، وهو ما زال يعمل في المطعم، ويجمع الأموال في حسابه الخاص، هل يجوز لي طلب الطلاق منه، مع أننا منفصلان جسديا منذ أكثر من عام ونصف، منذ أن بدأ العمل بهذا المشروع.

الإجابــة

الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله وصحبه، أما بعد:

فإن كان زوجك يبيع في هذا المطعم لحم الخنزير فقد أساء وأتى منكرا، فبيع لحم الخنزير محرم، ولحم الخنزير أضراره كثيرة سبق بيان بعضها في الفتوى رقم: 9791، ورقم: 52769. واعتبار زوجك بأمثاله ممن يفعلون هذا المنكر غرور وخداع وحيلة على النفس قد ينشد به تبرير سوء فعاله. وقد أصبت حين قمت بنصحه، واحرصي على الاستمرار في ذلك بالحكمة والموعظة الحسنة؛ عسى أن يتوب ويؤوب إلى رشده، وانظري الفتوى رقم: 5202.

والتورع من الأكل من ماله أمر حسن، هذا مع العلم بأن من كان ماله مختلطا فيه الحلال بالحرام لا يحرم الأكل منه، وإنما يكره، ويمكنك أن تراجعي في ذلك الفتوى رقم: 6880.

ومجرد الانفصال لا يعني وقوع الطلاق، فإن لم يطلقك زوجك فلا تزالين في عصمته. وطلبك الطلاق منه لأجل بيعه لحم الخنزير وإصراره عليه جائز؛ لأن هذا العمل موجب للفسق، والفسق من مسوغات طلب الطلاق، كما أوضحنا في الفتوى رقم: 37112، ونضيف هنا ما ذكره البهوتي الحنبلي وهو قوله: وإذا ترك الزوج حقًّا لله تعالى، فالمرأة في ذلك مثله، فيستحب لها أن تختلع منه لتركه حقوق الله تعالى. اهـ. وطلب الطلاق ليس بلازم، فإن خشيت ان يؤدي الطلاق لشيء من المفاسد كالتأثير السلبي على الأولاد ونحو ذلك، فاصبري واستمري في نصحه، والدعاء له بالتوبة والهداية عسى الله تبارك وتعالى أن يصلح حاله.

واعلمي أنك ما دمت في عصمته يجب عليك طاعة زوجك فيما تجب عليك الطاعة فيه، كإجابته للفراش ونحو ذلك، وانظري لمزيد الفائدة الفتوى رقم: 50343.

والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

الصوتيات

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني