الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

وصف الله القرآن بالكريم والمجيد غير مخلوق

السؤال

أعلم أن القرآن صفة من صفات الله، غير مخلوقة.
فهل صفات القرآن مثل: كريم، مجيد، عزيز، مبارك، أيضا غير مخلوقة؟
وما حكم من توقف في تلك المسألة حتى يسأل أهل العلم؟
وما حكم من استنبط أنها غير مخلوقة، باعتبار أن القرآن غير مخلوق، ولكنه أيضا أراد سؤال أهل العلم ليطمئن أكثر؟
هل يعتبر سؤاله شكا في مسألة من مسائل العقيدة، وبالتالي كفر؟

الإجابــة

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:

فالقرآن كلام الله، غير مخلوق، حروفه ومعانيه، كما هي عقيدة أهل السنة والجماعة.

وكل ما وقع في القرآن من أوصاف له ولغيره، فكله قد تكلم الله به على الحقيقة، كلاما يليق بجلاله سبحانه، فحيث وقع وصف القرآن بالكريم مثلا، كقوله تعالى: إِنَّهُ لَقُرْآنٌ كَرِيمٌ {الواقعة:77}، فهو كلام الله، غير مخلوق، وكذا قوله: وَإِنَّهُ لَكِتَابٌ عَزِيزٌ {فصلت:41}. وغير ذلك، فكله كلام الله، حروفه ومعانيه، تكلم الله به على الحقيقة، على ما يليق به سبحانه.

وأما كلام البشر وما يلفظون به، فهو مخلوق، فإذا وصف أحدنا القرآن -مثلا- بقوله: القرآن كتاب كريم. فكلامه هذا مخلوق، وإذا تلا قوله تعالى: إِنَّهُ لَقُرْآنٌ كَرِيمٌ {الواقعة:77}. فصوته وفعله وحروفه مخلوقة، والمتلو الذي هو القرآن، كلام الله غير مخلوق. وهذا بين واضح، لا يحتاج إلى توقف، ولا إلى مزيد إيضاح، وليس السؤال عن مثل هذا من الكفر.

وعليك أن تترك التنطع والوسواس؛ فإن ذلك يفضي بك إلى شر عظيم.

والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

المقالات

الصوتيات

المكتبة

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني