الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

ترك السفر إرضاءً للوالدين هل يدخل في الرياء؟

السؤال

نحن أربعة إخوة ( ثلاثة أبناء وأخت ) الأخ الأصغر ما زال في التعليم الجامعي، أخي الأصغر مني يعمل بإحدى الدول العربية. أنا متزوج، ولي ابنة لم تكمل عامين، وقد جاءتني فرصة عمل بإحدى الدول العربية، وقد بدأت إجراءات السفر، لكن اكتشفت أن أختي الكبرى قد قررت السفر في نفس الدولة والمدينة التي يعمل بها أخي الأصغر ليكون محرمها، ولم أعلم بسبب انشغالي التام بعملي. وبعد علمي تراجعت عن قرار سفري إرضاء لأبي وأمي، وحتى لا نكون جميعا خارج الدولة، وكنت قد شاهدت مدى تأثر أبوي خاصة أمي بسفر أخي الأصغر، وأنا أعلم أنه بسفري أنا وأختي أنها ستتأثر جدا، وإن لم تظهر ذلك أمامنا.
أنا أعمل بوظيفة ومرتب جيدين أستطيع منهم إعالة أسرتي وادخار مبلغ صغير.
السؤال: هل في تركي للسفر رياء؟ ويعلم الله أني لم أقرر ذلك إلا إرضاء لأبي وأمي. ولم أقرره حتى أظهر أني من ضحيت من أجل إخوتي، فأنا دائما أدعو لهما بالخير في دينهم ودنياهم.
وهل في تركي للسفر ظلم لأسرتي؟ حيث إن العائد المادي خارج مصر جيد، والادخار لن يقارن بما ندخره داخل مصر؟ وفي نفس الوقت لن أستطيع جلب زوجتي لهذه الدولة العربية قبل عام ونصف
وشكرا جزيلا.

الإجابــة

الحمد لله، والصلاة والسلام على نبينا محمد، وعلى آله وصحبه ومن والاه، أما بعد:

فلا حرج عليك في ترك السفر إرضاءً لوالديك، ومراعاة لشعورهما، وتؤجر عليه إن شاء الله؛ لأنه من البر، وليس رياء ما دمت لم تفعله بنية أن ترائي الناس أو ليُثْنُوا عليك، ولا يلزمك السفر لأجل تحصيل راتب أكبر ما دمت قادرا على النفقة براتبك الحالي على زوجتك وأولادك، وليس في تركك السفر ظلمٌ لهم.

والله تعالى أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

المكتبة

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني