الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

أهل الجنة لا تفاوت بينهم في السن

السؤال

جزاكم الله خير الجزاء على نفعكم، ونصحكم لنا وللمسلمين، وأسأل الله أن يكتب أجركم، ويعظمه لكم.
هل يمكن أن أتزوج في الجنة -إن شاء الله- بفتيات سعوديات، فأحب النساء إليّ الفتيات السعوديات، ولا أرى خيرًا منهن، ولا أحسن منهن؟ وهل من الممكن أن أتزوج بفتيات في سن العشرين في الجنة؟
أنا أعلم أن جميع أهل الجنة تكون أعمارهم 33 سنة، لكني أحب الفتاة في سن العشرين، وأتمنى أن تكون أكثر زوجاتي في الجنة -إن شاء الله- في سن العشرين، فهل من الممكن أن يحقق الكريم الرحيم لي هذا؟ وشكرًا لكم، وجزاكم الله خيرًا.

الإجابــة

الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله، وصحبه، أما بعد:

فاعلم أولًا أن أمور الآخرة لا تقاس بأمور الدنيا، فالفرق بينهما شاسع، فإن كنت ترغب -هنا في الدنيا- في الزواج من نساء ينتمين إلى جنسية معينة، فلا يلزم أن تكون هذه رغبتك في الجنة، ولكن لو قدر أن كانت أمنيتك في الجنة أن تتزوج ممن كانت في الدنيا من جنسية معينة، فقد قال تعالى: وَفِيهَا مَا تَشْتَهِيهِ الْأَنْفُسُ وَتَلَذُّ الْأَعْيُنُ وَأَنْتُمْ فِيهَا خَالِدُونَ {الزخرف:71}، هذا مع التنبه إلى أنه ليس في الجنة هذه المسميات، والانتماءات إلى الدول والشعوب، كما هو الحال في الدنيا.

وأهل الجنة يدخلونها، وهم أبناء ثلاث وثلاثين سنة، لا تفاوت بينهم في السن، فعن معاذ بن جبل -رضي الله عنه- أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: يدخل أهل الجنة، الجنة، جردًا مردًا، مكحلين، بني ثلاث وثلاثين. رواه الترمذي، وقال عنه الشيخ الألباني: صحيح لغيره.

قال ابن القيم في حادي الأرواح عن هذه السن: وفي هذا الطول، والعرض، والسن من الحكمة، ما لا يخفى، فإنه أبلغ وأكمل في استيفاء اللذات؛ لأنه أكمل سن القوة... اهـ.

فالله سبحانه يختار لأهل جنته الأكمل ليرضيهم، فلا يسأل أهل الجنة ما هو دون ذلك، وما لا يكون في الجنة.

وبدلًا من التفكير في مثل هذا، ينبغي للمسلم أن يجعل همه، ويصرف همته إلى ما يكون سببًا في دخوله الجنة، وزحزحته عن النار؛ ليفوز الفوز العظيم، كما قال تعالى: كُلُّ نَفْسٍ ذَائِقَةُ الْمَوْتِ وَإِنَّمَا تُوَفَّوْنَ أُجُورَكُمْ يَوْمَ الْقِيَامَةِ فَمَنْ زُحْزِحَ عَنِ النَّارِ وَأُدْخِلَ الْجَنَّةَ فَقَدْ فَازَ وَمَا الْحَيَاةُ الدُّنْيَا إِلَّا مَتَاعُ الْغُرُورِ {آل عمران:185}، فإذا دخل الجنة وجد فيها النعيم المقيم، والسعادة الأبدية، وراجع للمزيد الفتوى رقم: 106230، ورقم: 159105، ورقم: 231391.

والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

المقالات

الصوتيات

المكتبة

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني