الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

جزاء المتحلي بمعالي الأخلاق

السؤال

ما موقف الإسلام من المبادئ والقيم، مثل: الدقة والإتقان، الشرف والعفة، الفزعة والنجدة، الجوار والأمان، التضحية والفداء، الجد والاجتهاد، النخوة والشهامة.
هل لها جزاء في الآخرة، أم جزاء في الدنيا فقط، هل يموت المسلم أو يفني عمره من أجل مبادئه وقيمه؟

الإجابــة

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:

فمعظم هذه القيم مأمور بها، وحث عليها الشرع المطهر، والحديث عنها واحدة واحدة يطول جدا، لكنك لو راجعت بعض موسوعات الأخلاق مثل نضرة النعيم في أخلاق النبي الكريم، لوقفت من ذلك على الكثير الطيب.

واعلم -وفقك الله- أن الإسلام حث على مكارم الأخلاق، ونهى عن مساوئها، فما من خلق كريم إلا وحث النبي صلى الله عليه وسلم عليه وكان منه في الذروة، وتلك الأخلاق التي سميتها أنت القيم، هي مما أثنى الله به على نبيه صلى الله عليه وسلم في قوله: وَإِنَّكَ لَعَلَى خُلُقٍ عَظِيمٍ {القلم:4}.

والله تعالى يحب من عباده أن يتحلوا بالفضائل، ويتجنبوا الرذائل، فيحب منهم أن يكونوا متقنين لأعمالهم، شرفاء في معاملاتهم، ذوي نجدة ونخوة، ومروءة وعفة، إلى غير ذلك مما ذكرته وما لم تذكره، وفي الحديث: إن الله تعالى جواد، يحب الجود، ويحب معالي الأخلاق، ويكره سفسافها. أخرجه البيهقي عن طلحة وصححه الألباني.

ومراجعة كتب الآداب والأخلاق، توقفك من ذلك على الكثير الطيب، ثم إن من فعل ذلك بنية صادقة، مخلصا لله تعالى، متقربا إليه، فهو مأجور، مثاب على ما تخلق به من الخلق، وأتى به من الإخلاص، ومن فعله لا لله، بل لعرض الدنيا ورئاء الناس، فليس هو بمأجور، وقد ثبت ذلك في الصحيحين من حديث عمر -رضي الله عنه- الحديث الذي هو أصل من أصول الإسلام، وهو قول النبي صلى الله عليه وسلم: إنما الأعمال بالنيات، وإنما لكل امرئ ما نوى، فمن كانت هجرته إلى الله ورسوله، فهجرته إلى الله ورسوله. ومن كانت هجرته إلى دنيا يصيبها، أو امرأة ينكحها، فهجرته إلى ما هاجر إليه.

وإذا علمت أن هذه الأخلاق من الدين، فإن من مات من أجلها صابرا محتسبا، مخلصا لله تعالى، فهو على خير عظيم.

والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

المقالات

الصوتيات

المكتبة

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني