الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

حكم من حصل على منحة دراسية وقد غش في بعض الأسئلة

السؤال

أنا طالب طب سنة ثالثة، حاصل على منحة دراسية(مقعد + راتب) إلى جامعة في بلد غير بلدي، وكانت هذه المنحة مبنية على الشهادة الثانوية، وأنا كنت من الطلاب المجتهدين في الدراسة بشهادة المدرسين، حتى أني كنت أحصل على الترتيب الأول على الصف، وأنا الآن من الطلاب الحاصلين على تقدير ممتاز في الجامعة، ولكن الشيء الذي يؤرقني، ولم أعش حياة مستقرة هو أنه في البلد الذي كنت فيه في السنة الأخيرة من الثانوية يحصل غش في الامتحانات، وتحدث ضجة داخل قاعة الامتحانات، ويعلم الله أني كنت ضد هذه التصرفات، ولكن إن تظهر رفضك لهذا الشيء قد يؤدي الأمر إلى تغيير إجاباتك من قبل المسؤولين عن جمع دفاتر الإجابة وناقليها إلى الوزارة؛ لأنهم يأخذون رشوة من بعض ولاة أمور الطلبة الذين يمتحنون في نفس القاعة. هذه الضجة التي كانت تحدث في القاعة، وتسبب التشويش مع عدم القدرة على تغييرها، وأيضا أني لم أكن بنفس الوعي الذي أنا فيه الآن؛ لأنها كانت تحدث كل سنة دراسية؛ هذان السببان دفعاني إلى أن أغش بعض الفقرات في بعض الأسئلة، وقد كانت المنحة مبنية على معدلي الدراسي في تلك السنة الدراسية. وأنا الآن حيران ونادم على أني قد أكون أخذت مقعدا لا أستحقه، أو مقعد غيري. فهل المنحة الدراسية والراتب حلال أم حرام؟ وكيف العمل وأنا الآن طالب طب في السنة الثالثة؟

الإجابــة

الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله وصحبه، أما بعد:

فما حصل منك من غش فاستغفر الله منه، واعزم ألا تعود إليه، وأكمل دراستك، وأقبل عليها، وأعرض عن هذه الوساوس. فما ذكرته لا يؤثر على صحة دراستك، ومجرد التوهم أن تكون أخذت ما لا تستحقه لا عبرة به؛ إذ لا عبرة بالتوهم، ولو فتح المرء على نفسه باب الشكوك والأوهام لانقلبت حياته جحيما وصفوه كدرا، ومن رحمة الشارع بنا أنه لم يعتبر التوهم فلا تنبني عليه الأحكام.

وقد سئل الشيخ ابن عثيمين : تخرجت من الثانوية، ولكنني قد غششت في بعض المواد الإنجليزية، وأنا الآن على مشارف الجامعة. ماذا يلزمني في ذلك؟ هل يلزم التوبة في مثل هذه الحالة؟

فأجاب : يلزم عليك التوبة إلى الله عز وجل، وألا تعود لمثل هذا، وذلك لأن الغش في الامتحان في أي مادة يعتبر غشا كما هو لفظه، وقد ثبت عن النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم أنه قال (من غش فليس منا) فعليك أن تتوب إلى الله، وادخل الجامعة الآن مع التوبة، واستمر في مجانبة الغش ... اهـ. من فتاوى نور على الدرب .
والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

المكتبة

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني