الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

طهارة من يشعر بخروج قطرات من البول عند الحركة

السؤال

أعاني من مشكلة تكاد تصيبني بالجنون، فأنا منذ ثلاث سنوات عندما أتبول -أكرمكم الله- وأخرج من الحمام، أشعر أن هناك قطرات بول خرجت مني، ولكني عندما أنظر لا أجد شيئًا، أي أنه شعور فقط، وتلك القطرات لا تخرج فعليًّا.
ذهبت إلى طبيب وفحصني، وقال لي: إنه لا يوجد شيء، أو عرض يدل على أنك مريض بشيء، ولكن سندخل منظارًا ونرى هل هناك مشكلة -وأنتم تعلمون ضعف الطب في بلادي-، وما لا يضرك، أو يؤلمك ويهدد صحتك، فلا تعالجه؛ لأنهم سيقومون بالتجارب عليك لمعرفة علتك، وسيزداد الأمر سوءًا، فلم أخضع للفحص بالمنظار.
وقرأت فتوى لشيخ عن موضوعي: أن عليك تجاهل ذلك الشعور، وإكمال الصلاة، وحياتك الطبيعية، واستمرت معي، ولا أتذكر أنها حدثت معي عندما اغتربت.
قبل ستة أشهر عندما أتبول تخرج مني قطرات بول فعليًّا عند خروجي، أو ارتدائي للملابس؛ فأصبحت أجلس في الحمام نصف ساعة، ولا تخرج تلك القطرات إلا عندما أرتدي الملابس، أو عند الحركة، وقد أتعبني هذا الموضوع جدًّا، فأصبحت أغير ملابسي كثيرًا، وأحيانًا لا أجد ما ألبس، وأحيانًا أكون مستعجلًا ولدي حاجة أقضيها، وأريد الصلاة والذهاب، وعند دخولي للحمام وتوضئي وخروجي، تخرج تلك القطرات؛ فأضطر لتغيير ملابسي، وربما هي الوحيدة، فماذا أفعل؟ هل يجب عليّ أن أغير ملابسي كل مرة؟ علمًا أنها تحدث معي كلما دخلت الحمام، ومتوسط دخولي للحمام في اليوم 4 مرات، فأتمنى مساعدتكم، وردكم عليّ.

الإجابــة

الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله، وصحبه، أما بعد:

فإن كان شعورك بخروج هذه القطرات مجرد شك ووهم، فلا تلتفت إليه، ولا تفتش وتبحث عما إذا خرج منك شيء أو لا، بل ابنِ على الأصل، وهو عدم خروج شيء منك، واستصحبه؛ حتى يحصل لك اليقين الجازم بخلافه.

وإذا حصل لك اليقين بخروج هذه القطرة، فلا يجب عليك تبديل ثيابك، وإنما يجب عليك أن تغسل الموضع الذي أصابه البول من ثيابك، وتصلي، ويرى المالكية أنه يعفى عن هذه القطرات، ما دامت تخرج مرة فأكثر في اليوم، فلا يجب تطهيرها، ولكن يجب الوضوء بعد خروجها، وانظر لبيان مذهبهم الفتوى رقم: 75637.

ويسعك العمل بهذا المذهب؛ دفعًا للمشقة، وذلك إذا تعذر عليك تطهير الثياب، وانظر الفتوى رقم: 134759.

والاحتياط أن تجتهد في تطهير ثيابك، إذا تيقنت يقينًا جازمًا تستطيع أن تحلف عليه أنه قد أصابتها نجاسة، وبدون هذا اليقين فدع الشكوك، ولا تعرها اهتمامًا.

ولا تفتح على نفسك باب الوساوس؛ فإن الاسترسال معها يفضي إلى شر عظيم.

والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

الصوتيات

المكتبة

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني