الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

نصائح للثبات على طاعة الله تعالى

السؤال

أنا شاب عمري 16 سنة، أحيانًا أصلي، وأحيانا لا، متذبذب بين الحق والباطل، أجاهد نفسي على ترك المعاصي، ولكني -والحمد لله- أقرأ القرآن كل يوم منذ فترة ليست بالطويلة، وأريد أن أتقرب من الله، ولا أعرف ماذا أفعل؟
وفي يوم بعد شروق الشمس، طلبت من الله أن يقربني إليه، وقرأت بعدها سورة العنكبوت، وبعدما أنهيت قراءتي، كنت أبكي بسبب تركي للقرآن طول السنين الماضية، وفجأة سمعت صوتًا يقول: يا عبدي، لا تحزن، صوتا من داخل عقلي، فهل يمكن أن تكون رسالة من الله، أم مجرد تخيل؟ وبماذا تنصحونني لأحافظ على صلاتي، وأتقرب أكثر من الله؟ أفيدوني -أفادكم الله-.

الإجابــة

الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله، وصحبه، أما بعد:

فنسأل الله أن يهديك لأرشد أمرك، ثم اعلم أن رغبتك في الخير والاستقامة، شيء حسن جميل، لكنها لا تكفي بمجردها، بل لا بد أن تصحبها عزيمة صادقة، وإرادة جازمة، ونية أكيدة، ومجاهدة تامة.

فعليك -أيها الأخ الكريم- أن تجاهد نفسك على طاعة الله تعالى، وقد تثقل عليك المجاهدة في أول الأمر، لكنك مع الاستمرار والدأب، ستبلغ مرادك من الاستقامة، وستصير الطاعة لك لذة وقرة عين، وانظر الفتوى رقم: 139680.

واستمر فيما تفعله من الخير من قراءة القرآن، وغيرها، ولكن عليك أن تتوب إلى الله خاصة من تضييع بعض الصلوات، والتفريط فيها، فإن ترك الصلاة ذنب عظيم، وجرم جسيم، وترك الصلاة الواحدة أعظم إثمًا من الزنى، والسرقة، وشرب الخمر، وقتل النفس، فإياك وهذه الموبقة المهلكة، وانظر الفتوى رقم: 130853.

فحافظ على الفرائض، وأكثر من النوافل، والزم ذكر الله تعالى، وأكثر من الدعاء، واصحب أهل الخير، ومن تعينك صحبتهم على طاعة الله تعالى؛ فإن الصاحب ساحب، كما يقولون.

وأما ما سمعته يتردد في نفسك، فلعله من حديث النفس الذي قد يكون عونًا لك على طاعة الله تعالى، وإجابة داعيه.

والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

المقالات

الصوتيات

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني