الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

طاعة الوالدين من أعظم أسباب الفلاح في الدنيا والآخرة

السؤال

أنا طالب في الثانوية العامة، أبي مدرس لغة عربية، وأنا أذهب له في الدرس. في بعض الأحيان تطغى بعض المواد المهمة أكثر مثل الكيمياء والأحياء والإنجليزي والرياضيات، وهذا غالبا، فيغضب أبي إذا جئت له في حصة لم أحفظ، وهو يراني في الليلة السابقة أذاكر كيمياء طويلا، فيقول لأمي لأنها هي التي تجلس في المنزل، فتغضب لحزنه، ثم تغضب علي كثيرا، فتظن أني أصيح فيها عندما أحدثها. والله لم أفعل، فماذا أفعل؟
فقد نزلت إلى الدور الأرضي لكي أجلس فيه حتى يهدأ الأمر؛ نظرا لأنها بدأت تدعو علي، وظنوا أني لا أحب أن أعيش تحت إمرتهم. فماذا تنصحوني بالله عليكم؟ فقد زادت المشاكل بيني وبين أمي بسبب الدراسة؛ علما بأننا في النصف الثاني من العام والمناهج العلمية طويلة على 3 شهور.

الإجابــة

الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله وصحبه، أما بعد:

فنسأل الله أن يوفقك لكل خير، ويعينك على بر والديك، وييسر لك تحصيل العلم ومذاكرته، واعلم أنّ برّ الوالدين وطاعتهما في المعروف من أوجب الواجبات، ومن أفضل القربات.
فاحرص على طاعة والديك فيما يأمرانك به من الأمور النافعة التي لا تضرك، واجتنب ما يغضبهما، فاحرص على مذاكرة اللغة العربية والاجتهاد فيها قدر استطاعتك ، وسدد وقارب، واستعن بالله تعالى، واحرص على إلانة الكلام لهما، والبعد عن كل ما يؤذيهما.

واعلم أنّ برّ الوالدين من أعظم أسباب إعانة الله للعبد، وتوفيقه للعلم النافع والعمل الصالح، ومن أعظم أسباب الفلاح في الدنيا والآخرة، فعن أبي الدرداء –رضي الله عنه- أن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- قال: الوالد أوسط أبواب الجنة، فإن شئت فأضع هذا الباب أو احفظه. رواه ابن ماجه والترمذي.
قال المباركفوري –رحمه الله- : قَالَ الْقَاضِي: أَيْ خَيْرُ الْأَبْوَابِ وَأَعْلَاهَا، وَالْمَعْنَى أَنَّ أَحْسَنَ مَا يُتَوَسَّلُ بِهِ إِلَى دُخُولِ الْجَنَّةِ وَيُتَوَسَّلُ بِهِ إِلَى وُصُولِ دَرَجَتِهَا الْعَالِيَةِ مُطَاوَعَةُ الْوَالِدِ، وَمُرَاعَاةُ جَانِبِهِ. اهـ من تحفة الأحوذي.
والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

المكتبة

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني