الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

هل يحق ظلم الزوجة إرضاء للأم بإجبارها على زيارتها ولو كانت متعبة؟

السؤال

هل يحق لي ظلم زوجتي إرضاء لأمي؟ فأنا أجبرها للذهاب لزيارة أمي، وهي لا تريد، فأجبرها، حتى لو كانت متعبة، وقد أجبرتها على الذهاب عندما وضعت طفلنا، وكانت لا تزال متعبة من الولادة، ورفضت ذلك، وخيرتها أمها أن تذهب أو آخذ طفلنا الذي ما زال عمره عشرة أيام، وهي الآن تقوم بالدعاء عليّ، وتقول: إني ظالم، فماذا أفعل؟

الإجابــة

الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله، وصحبه، أما بعد:

فلا يحق لك أن تظلم زوجتك لترضي أمك، بل أعط كلًّا منهما حقها، وراجع الفتوى رقم: 117463.

ولا يجوز لك إجبار زوجتك على زيارة أمك، ولا يلزمها شرعًا طاعتك إن أمرتها بذلك؛ إلا أن تشاء بطيب نفس منها.

وإن لم يمنعها مانع، فالأولى بها أن تفعل؛ لأن هذا من تمام حسن العشرة، ومن محاسن الأخلاق التي يحبها الله؛ لما فيها من الإحسان إلى الزوج، وإكرام أهله، وبه تكتسب المرأة مودة زوجها، وتقوى العشرة بينهما، وسبق أن بينا ذلك في الفتوى رقم: 175789، ونرجو أن تراجع لمزيد الفائدة الفتوى رقم: 175789.

وإجبارك لها على هذه الزيارة، بل والضغط عليها، وهي متعبة بسبب الولادة، وتخييرها بين التنفيذ أو أخذ الطفل منها، فيه جفاء وغلظة، ويتنافى مع حسن العشرة، وهو من الظلم الذي يجب عليك التوبة منه، واستسماح زوجتك فيه، وراجع الفتوى رقم: 29785.

وكان الأولى بزوجتك أن لا تدعو عليك، ولكن اعلم أن كونها مظلومة من أسباب إجابة دعائها، فدعاء المظلوم مستجاب، ففي هذا خطر عليك، فاعمل على إرضائها.

وليحسن كل منكما عشرة الآخر في مقبل الأيام، واعملا على تجاوز كل مشكلة تطرأ بالحكمة، والتعقل؛ لتحافظا على تماسك الأسرة.

والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

الصوتيات

المكتبة

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني