الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

تغير ملامح الشخص عند ذكر المعصية

السؤال

ما الحكم إذا تغيرت ملامح الشخص للغضب، أو الملل، أو التكبر، أو ضحك إذا نصحه أحد نصائح دينية؟ وهل هناك تعبيرات للوجه يمكن أن يكفر بها الشخص؟ وما حكم الشخص إذا تغيرت تعبيرات وجهه إلى حزن، أو غضب، أو استكبار، أو ما شابهها عندما تذكر معصية، وتذكر أنه لا يستطيع فعلها لأنها حرام؟

الإجابــة

الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله، وصحبه، أما بعد:

فيظهر لنا أن سؤالك هذا ناشئ عن وسوسة، وبكل حال؛ فإن مجرد هذا التغير المذكور في ملامح الشخص، لا يعد كفرًا، ولا يكفر الشخص بفعل المعصية، أو بعدم الاستجابة للناهي عنها، ما لم يستحل تلك المعصية، كما هو معلوم من عقيدة أهل السنة والجماعة، لكن الاستكبار عن قبول النصح، والغضب، أو السخرية من الناصح، أمر مذموم، يعرض فاعله نفسه للعقاب.

والواجب على المسلم أن يستجيب لنصح الناصح، ويقبل منه ذلك، بل ينبغي له أن يفرح بمن يهدي له عيوبه، ويبين له أخطاءه؛ ليتداركها، وتنظر الفتوى رقم: 369877.

وأما تغير ملامح الشخص عند ذكر المعصية: فإن كان غضبًا من ذكرها، وكراهية لها، فهو حسن، دال على صدق إيمانه، وبغضه ما أبغضه الله تعالى.

وإن كان حزنًا على عدم قدرته على فعلها؛ لكونها محرمة شرعًا، فينبغي أن يستحضر قبح تلك المعصية، وأن الله لم يحرمها ولم ينه عنها، إلا لما اشتملت عليه من الضرر العاجل والآجل، فيعينه ذلك على بغضها، وزوال محبتها من قلبه، ويكون ممن كره الله إليهم الكفر، والفسوق، والعصيان. وإن كان لا يأثم بمجرد الميل الطبعي لفعل تلك المعصية، لكن عليه أن يجاهد نفسه ليبغض ما أبغضه الله ورسوله، وتنظر الفتوى رقم: 276571.

والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

المقالات

الصوتيات

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني