الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

حدود مكالمة ومراسلة الخطيبة

السؤال

أنا شاب في ال 32 من عمري، عايش خارج بلدي منذ سبع سنوات، وتعرفت على فتاة طالبة بواسطة أخي، وأخبرني أنها ذات خلق ودين، وتعرفت عليها عن طريق الرسائل، وأخبرتها برغبتي في الزواج منها، فقالت خيرا، ولكن قالت إنها تحتاج بعض الوقت؛ لكي تفكر في الموضوع، فوافقت، والعلاقة استمرت قرابة الشهرين كنا نراسل بعضنا، ونتبادل التحايا، ونتفقد أحوال بعضنا، ونتحدث في الأمور العامة، ولَم يحدث أي غزل أو تعبير عن حب، ولا شيء من هذا القبيل، ولكن في بعض الأحيان كنّا نمزح قليلا جدا.
المهم هي شبه كانت موافقة على الزواج، ولكنها اشترطت ألا تسكن حيث يسكن والديّ، وتحاججت بأن التعليم هناك غير جيد، والأوضاع الأمنية غير مستقرة، وهي تبحث عن مكان مناسب للأولاد مستقبلا، وأنا متأكد أن الأمور ليست بهذا السوء في تلك المنطقة، وقالت مستحيل تسكن هناك. حتى أنا لم أنو أن أسكنها هناك، وقررت السكن في مدينة كبيرة؛ لأجل ممارسة أعمال تجارية، ويكون لي بيت بالقرب من والديّ أمكث فيها متى ما أردت، ولكني لم أصارحها بهذا؛ حتى لا أكون خضعت ونزلت لإرادتها، وبالتالي عاجلتني برسالة تريد قطع العلاقة. وأنا بدوري قلت لها لك ما أردت، وقلت ما لم يشأ الله لن يكون. وانتهت العلاقة على هذا نحو. هل ما فعلته أنا هو الصواب؟ أم كان ينبغي لي أن أخبرها بكل تفاصيل حياتي المستقبلية؟
وكنت أدعو بهذا الدعاء: اللهم إن كانت هذه الفتاة -وأذكر اسمها- صالحة تقية نقية عفيفة بارة جميلة بكرا، إن نظرت إليها سرتني، وإن أمرتها أطاعتني، وإن أقسمت عليها برتني، وإن غبت عنها حفظتني في نفسها ومالي، اللهم سهلها ويسرها لي، واجعلها قرة عين لي في ديني ودنياي. وإن كانت غير ذلك اللهم اصرفني عنها واصرفها عني، وارزقني زوجة صالحة، تعرفك وتخافك، ودعوت كثيرا علي هذا النحو.

الإجابــة

الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله وصحبه، أما بعد:

فاعلم أنّ الخاطب أجنبي عن المخطوبة شأنه معها شأن الرجال الأجانب، فلا يكلمها ولا يراسلها إلا إذا كانت هناك حاجة، فتجوز المكالمة أو المراسلة بقدر الحاجة من غير توسع، وراجع الفتوى رقم: 15127.
ولم يكن يلزمك أن تخبر المرأة بتفاصيل ما تريد أن تكون عليه حياتك في المستقبل، ولو كنت أخبرتها بما تنوي فعله بخصوص السكن، لم يكن في ذلك حرج، وليس في هذا ما يعيبك أو ينقص من قدرك أو قوامتك.

وعلى أية حال، فما دمت تركتها، فلا تشغل نفسك كثيراً بما مضى، وابحث عن غيرها من الصالحات، واستعن بالله، وقف عند حدوده.

والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

الصوتيات

المكتبة

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني