الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

رتبة حديث: نَهَى عَنْ دِرْهَمَيْنِ بِدِرْهَمٍ

السؤال

أردت أن أسأل عن حكم هذين الحديثين التاليين: (هل هما صحيحان، أم حسنان، أم ضعيفان):
1.حديث عند الدارمي (457) أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ حُمَيْدٍ، حَدَّثَنَا هَارُونُ بْنُ الْمُغِيرَةِ، عَنْ مَعْرُوفٍ، عَنْ أَبِي الْمُخَارِقِ، قَالَ: ذَكَرَ عُبَادَةُ بْنُ الصَّامِتِ -رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ- أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ نَهَى عَنْ دِرْهَمَيْنِ بِدِرْهَمٍ. فَقَالَ فُلَانٌ: مَا أُرَى بِهَذَا بَأْسًا، يَدًا بِيَدٍ. فَقَالَ عُبَادَةُ: أَقُولُ: قَالَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، وَتَقُولُ: لَا أُرَى بِهِ بَأْسًا؟ وَاللَّهِ لَا يُظِلُّنِي وَإِيَّاكَ سَقْفٌ أَبَدًا.
2. حديث مالك (333) وَحَدَّثَنِي عَنْ مَالِكٍ، عَنْ يَحْيَى بْنِ سَعِيدٍ، أَنَّهُ قَالَ: كَانَ عُبَادَةُ بْنُ الصَّامِتِ يَؤُمُّ قَوْمًا، فَخَرَجَ يَوْمًا إِلَى الصُّبْحِ فَأَقَامَ الْمُؤَذِّنُ صَلَاةَ الصُّبْحِ، فَأَسْكَتَهُ عُبَادَةُ حَتَّى أَوْتَرَ، ثُمَّ صَلَّى بِهِمُ الصُّبْحَ.
فهل يمكن أن تعطوني خلاصة الحكم على الحديثين؟
وهل يمكنكم أن ترشدوني إلى كتاب أحد العلماء؛ لكي أجد فيه خلاصة الحكم على مثل هذه الأحاديث عند الدارمي وموطأ مالك؟

الإجابــة

الحمد لله والصلاة والسلام على نبينا محمد وعلى آله وصحبه ومن والاه، أما بعد:

فأما الأثر الأول الذي في سنن الدارمي، فقد قال عنه الدكتور مرزوق الزهراني في تحقيقه لسنن الدارمي: فيه معروف الخياط: ضعيف، وأبو المخارق لم يسمع من عبادة بن الصامت -رضي الله عنه- ... اهـ.

وعلى هذا يكون السند ضعيفا؛ لعلتين: الأولى ضعف أحد رواته، والثانية الانقطاع.
ولكن النهي عن بيع درهمين بدرهم، ثبت بأحاديث صحيحة أخرى؛ كحديث أَبِي سَعِيدٍ -رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ- قَالَ: كُنَّا نُرْزَقُ تَمْرَ الجَمْعِ، وَهُوَ الخِلْطُ مِنَ التَّمْرِ، وَكُنَّا نَبِيعُ صَاعَيْنِ بِصَاعٍ، فَقَالَ النَّبِيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: لاَ صَاعَيْنِ بِصَاعٍ، وَلاَ دِرْهَمَيْنِ بِدِرْهَمٍ. رواه البخاري.

وأما الأثر الذي رواه مالك في الموطأ، فهذا الأثر فيه انقطاع؛ لأن يحيى بن سعيد شيخ مالك، لم يدرك عبادة بن الصامت.

فقد قال الحافظ ابن حجر في «تهذيب التهذيب»: قال ابن المديني في العلل: لا أعلمه سمع من صحابي غير أنس. اهـ.

والله تعالى أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

الصوتيات

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني