الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

سجينة فكرة لا أصل لها

السؤال

أنا فتاة عمري 22 سنة، أعاني من أمر منذ 3 سنوات. قرأت في النت عن أمر قيام الليل بسورة البقرة لمدة 40 يوما؛ لغرض تسهيل الأمور والزواج وما إلى ذلك. ومنذ ذلك اليوم وحياتي بقلق، لعدم استطاعتي فعلها.
أخذت أقرؤها كل يوم ما لا يزيد عن 4 أيام، ومنذ ذلك اليوم وحياتي عبارة عن روتين، وأنا أقول في نفسي لن يحدث شيء في حياتي أبدا، ما دمت لا أقرؤها، وما دمت لا أفعل ذلك سيكون هذا حالي من دون أي شيء، عبارة عن روتين وملل، ولا شيء آخر.
وبات هذا الأمر يدمر حياتي، فأنا كل يوم أعيش بحالة يأس لا أستطيع وصفه، من كثرة التفكير والتحطيم الداخلي: نقص وزني، نحلت للغاية، لا أستطيع تناول طعامي كما كنت، ولا أستطيع ممارسة حياتي بصورة طبيعية.
أنا أحب قيام الليل جدا، ولكن أشعر أنني إذا قمت الليل بغير سورة البقرة، فهذا يعني لا شيء -والعياذ بالله- أحاول أن أبتعد عن تلك الأفكار وممارسة حياتي، ولكن لا أستطيع، أنا سجينة تلك الفكرة.
أسألكم بالله أن تفعلوا لي شيئا، حياتي دمرت، لا أستطيع عيش حياتي كما بالسابق يا سادة.
وأسأل الله أن يجعلها في ميزان حسنتاكم، وحشرنا الله وإياكم مع حبيبه محمد عليه أفضل الصلاة والسلام.

الإجابــة

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:

فهذا الكلام الذي ذكرته، وتلك الفكرة التي تشبعين بها عقلك، لا أصل لها في الشرع، فعليك أن تطرديها من عقلك تماما، وتتخلصي منها.

وقومي الليل بما شئت من القرآن؛ فإن قيام الليل عبادة من أجل العبادات، وأدي عباداتك بإخلاص وصدق، وإقبال على الله تعالى، وحضور قلب ليذهب عنك هذا الملل وتلك الرتابة.

وأما قضاء حاجاتك، وتيسير أمورك، فاستعيني على ذلك كله بدعاء الله تعالى، والإلحاح في ذلك؛ فإن الأمور كلها بيديه سبحانه، وتوسلك إلى الله بعملك الصالح، لا حرج فيه، ولا ينافي الإخلاص، وانظري الفتوى رقم: 259351.

والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

المقالات

الصوتيات

المكتبة

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني