الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

حكم تصحيح خطأ في الامتحان نبه عليه المدرس

السؤال

في أحد الأيام كنت أختبر اختبارا قصيرا في مادة الرياضيات. كان من عادة أستاذنا: أن أول عدد معين من الأشخاص الذين يسلمون الورقة، إن وجد في أوراقهم غلطا أعادها إليهم، وعرفهم بالغلط ليصححوه، وربما يقول لهم طريقة تصحيحها.
كنت أول شخص في الصف سلم الورقة، فنبهني الأستاذ على غلط ما، وأعطاني الورقة؛ فصححت الخطأ، وأعطيتها له. لكنني الآن نادم على ما فعلت، وأقول: يا ليتني لم أصحح الغلط.
ولكن سؤالي هنا: هل هذه الدرجة التي أخذتها حرام؟ وهل إن أخطأت قصدا في امتحان قادم، سواء كان اختبار رياضيات، أو غيره، بنفس مقدار الدرجات. هل هذا يجعل درجتي النهائية ليست غشاً؟

الإجابــة

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:

فزادك الله حرصا على الخير، ووفقك لأرشد أمرك. وأما سؤالك، فجوابه: أنه لا يلزمك أن تغلط قصدا في امتحان آخر! وتصحيحك للخطأ الذي نبهك عليه المدرس، لا حرج عليك فيه؛ لأنك أولا لم تطلب منه ذلك، بل هو من ابتدأك به. وثانيا: لأنك صححته من ذهنك، ولم يخبرك هو بالجواب الصحيح. وإن كان هناك من خطأ فليس عليك أنت، بل على المدرس الذي نبهك، وأما أنت فلم تطلب شيئا ولم تتعمد الغش.

وقد قال الشيخ ابن عثيمين في جواب سؤال عن تلميذ يكتب الجواب ولا يريد الغش بأي حال من الأحوال، لكنه سمع شخصاً يقول لجاره: الجواب كذا وكذا، والجواب صحيح، فهل يجوز أن ينقل الجواب أم لا يجوز؟ قال الشيخ: إنما علمه الله، هذا رزق جاء بدون تعب، فلا حرج أن يكتب الجواب، حتى لو فرض أنه لم يكن يعرفه فيكتبه، لأنه ما حاول الغش ولا غش. اهـ. وراجع في ذلك الفتوى رقم: 345952.

والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

المكتبة

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني