الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

أفضل ما يعين على التوبة والقرب من الله

السؤال

سؤالي هو أني ابتعدت عن الصلاة إلا في يوم الجمعة، وزادت شهواتي، وأصبحت لا أنظر إلى زوجتي، ينتابني كره اتجاهها. وأصبحت أنظر إلى نساء الشوارع، وعورات الرجال. إني تائه في طريق مظلم، وأنظر إلى الطريق المستقيم من بعيد، ولا أستطيع أن أصل إليه.
ما الحكم والفتوى والسبيل، مع أن عمري 41 سنة. والشيء الذي حيرني أني أعرف جيدا الصحيح من الخطأ، ولكن قلبي تغلب على عقلي، وإني لفي جهاد كبير. بالله عليك يا شيخ أغثني.
لقد حلمت مرتين نفس الحلم، وأنا في القبر، والله يقول إن كل عملك صالح لو أنك كنت تصلي فقط، وأنا أبكي وأناجيه، وأقول له: اتركني ولو للحظة، وسترى كيف أصلي، لكن فات الأوان.
ورأيت الجنة، ولم أستطيع دخولها؛ لأني لا أصلي، والله لم أجد ما أقول، كلما اقتربت من الصلاة هناك شيطان يثقل ذاتي.
أفيدوني جزاكم الله خيرا.

الإجابــة

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:

فإنك أيها الأخ على خطر عظيم، ولا بد لك من تدارك نفسك بالتوبة النصوح، والعودة إلى الله، والالتزام بشرعه من قبل أن يدركك أجلك وأنت على هذه الحال؛ فتشقى شقاوة عظيمة، نسأل الله العافية.

فتب إلى الله تعالى من جميع الذنوب التي أنت مقيم عليها، وارجع إليه سبحانه، واعلم أن علمك بخطأ ما أنت مقيم عليه، حجة عليك، لا لك.

فحافظ على صلاتك خاصة؛ فإنها عمود الدين، وتضييعها من أكبر الموبقات، وأعظم المهلكات -عياذا بالله-، وانظر الفتوى رقم: 130853.

واترك النظر إلى الحرام، وجاهد نفسك على ترك هذه الذنوب وغيرها من الآثام، ويعينك على التوبة عزيمة صادقة، وعدم ركون إلى الهوى. ويعينك عليها: علمك بأن الأجل قريب، وأن الموقف بين يدي الله تعالى وسؤاله إياك عن القليل والكثير، موقف عسير.

ويعينك على ذلك: استحضار غضب الله وعقوبته لمن خالف أمره، فإنه سبحانه شديد العقاب، وهو سبحانه لا تقوم لغضبه السماوات والأرض.

وعليك بصحبة الصالحين؛ فإنها من أعظم ما يعينك على القرب من الله تعالى، واجتهد في الدعاء؛ فإن القلوب بين إصبعين من أصابع الرحمن يقلبها كيف يشاء، وجاهد نفسك مجاهدة صادقة؛ فإن الله قد تكفل بإعانة من جاهد نفسه في سبيله، كما قال تعالى: وَالَّذِينَ جَاهَدُوا فِينَا لَنَهْدِيَنَّهُمْ سُبُلَنَا وَإِنَّ اللَّهَ لَمَعَ الْمُحْسِنِينَ {العنكبوت:69}.

نسأل الله أن يتوب عليك، ويوفقك للاستقامة على شرعه سبحانه.

والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

المقالات

الصوتيات

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني