الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

من قال لزوجته: "نحن مطلقان"

السؤال

في إجابتكم في الفتوى: 372436 قلتم: "وإذا كان الطلاق غير واقع إن تيقن من أنه تلفظ باللفظ المذكور، فأولى إن كان يشك فيه، فهو أولى بعدم الوقوع"، فإذا نسي الزوج أنه قال: "نحن مطلقان"، فهل يقع الطلاق أم لا؟ مع أن الزوج متيقن أنه لم يطلق، لكن نسي أنه تلفظ بـ (نحن مطلقان)، وهو متأكد أنه لو قال هذا اللفظ، فهو إخبار عن الطلقة التي اعتبرتها الزوجة الطلقة الثالثة بعدما أرسل لها الزوج: ارحلي، برسالة جوال، فهل يقع الطلاق في هذه الحالة أم لا؟ والزوجة تتذكر قول الزوج: "نحن مطلقان" في اليوم الذي اعتبرت فيه رسالة الجوال الطلقة الثالثة، فهل تتفضلون باﻹجابة عن سؤالي، فأنا في حيرة. وجزاكم الله كل خير.

الإجابــة

الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله وصحبه، أما بعد:

فبخصوص هذا اللفظ المسؤول عنه وهو: نحن مطلقان، لها فيه حالتان:

الحالة الأولى: أن يكون زوجك على يقين أنه قد تلفظ به، وهو يقصد بذلك مجرد الإخبار عن طلاق سابق، فقلنا: إن الطلاق لا يقع؛ لأنه مجرد إخبار، لا إنشاء لطلاق جديد.

الحالة الثانية: أن يكون في شك في أنه تلفظ به، فلا يقع الطلاق؛ لأن الأصل بقاء العصمة الزوجية.

وخلاصة الأمر: أن الطلاق غير واقع، والعصمة بينكما باقية، وأنت زوجته، فعاشري زوج بالمعروف، ودعي عنك الشكوك، فذلك مدعاة للحيرة والاضطراب.

وإن كنت تقصدين بما ذكرت أخيرًا أنك متذكرة أن زوجك قد تلفظ بكلمة: "نحن مطلقان"، فهذا لا يعني وقوع الطلاق؛ لأن الطلاق بيد الزوج، وهو أدرى بما قصد بهذه الكلمة، وأنه أراد الإخبار لا الإنشاء.

والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

الصوتيات

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني