الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

توبة من تكلم عن الناس بغير حق

السؤال

أنا شخص بعض الأحيان أتكلم على ناس لا أعرفهم، وأتهمهم بأشياء ربما باطلة. أتهمهم بناء على ما سمعت عنهم. فهل لي من توبة؟
يعني إذا استغفرت رب العالمين، وتبت، ودعوت الله. فهل يستجاب لي؟
وهل من الضروري أن أعتذر منهم؛ لأنني مغترب عن بلدي، وبعيد عنهم.
وجزاكم الله خيرا.

الإجابــة

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:

فكلام المرء في حق الناس بلا علم، سوى مجرد كلام سمعه يتناقله بعض الناس، لا يجوز؛ لأن الله تعالى يقول: إِذْ تَلَقَّوْنَهُ بِأَلْسِنَتِكُمْ وَتَقُولُونَ بِأَفْوَاهِكُمْ مَا لَيْسَ لَكُمْ بِهِ عِلْمٌ وَتَحْسَبُونَهُ هَيِّنًا وَهُوَ عِنْدَ اللَّهِ عَظِيمٌ {النور:15}.

وعلى كل حال، فعليك أن تتوب إلى الله توبة نصوحا، واحفظ لسانك مما تشك في عدم جوازه، وفي اشتراط استحلال من اغتابهم الشخص أو ذكرهم بسوء، خلاف بين العلماء، وقد ذهب كثير من أهل العلم إلى أنه يكفي الاستغفار لهم، وذكرهم بالخير والجميل والثناء عليهم، مقابل ما ذكرهم به من الشر، وانظر الفتوى رقم: 171183.

فإذا فعلت هذا، رجونا أن تقبل توبتك، وتقال عثرتك، وأن يعفو الله تعالى عنك، ورجي أن يكون دعاؤك مستجابا.

والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

المقالات

الصوتيات

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني