الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

من أسباب منع العبد لشيء من الرزق

السؤال

أريد أن أعلم عندما يمنع عني الله رزقا معينا، هل هذا بسبب:
1- ذنوبي، فالله يعاقبني بحرمان الرزق؟
2- أن يكون هذا ابتلاء من الله ليختبر إيماني؟
3- أن يكون هذا الرزق نقمة على حياتي فيمنعه الله عني رحمة بي؟
4- أم بسبب أني لم آخذ بالأسباب الكافية لتحقيق الرزق؟

الإجابــة

الحمد لله، والصلاة والسلام على نبينا محمد، وعلى آله وصحبه، ومن والاه، أما بعد:

فكل واحد مما ذكرته يصلح أن يكون سببا في منع العبد من شيء من الرزق، فقد يُمنعُ بسبب ذنوبه؛ كما في الحديث: إِنَّ الرَّجُلَ لَيُحْرَمُ الرِّزْقَ بِالذَّنْبِ يُصِيبُهُ. رواه أحمد وابن ماجه وغيرهما.

وقد يُمنعُ رحمةً به وحماية له من أضرار الدنيا ففي الحديث: إنَّ الله لَيَحْمي عبدَهُ المؤْمِنَ الدنيا وهو يُحِبُّه، كما تَحْمونَ مريضَكُم الطعامَ والشرابَ. رواه الحاكم وغيره.

وقد يقصر العبد في شيء من الأسباب فيفوته الرزق. وفي كل الأحوال لا يمكن الجزم بأنك مُنِعْتَ الرزق بسبب هذا أو ذاك، فالأمر غيبٌ، ولست مطالبا شرعا بأن تعلم السبب بعينه بقدر ما أنت مطالب بالصبر والتوبة من الذنوب، وبذل الأسباب مع حسن الظن بالله، والتوكل عليه. فلا ينبغي أن تصرف همتك عن هذه الأمور المطالب بها شرعا، وتبدد طاقتك العقلية في البحث لمجرد معرفة السبب.

والله تعالى أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

المقالات

الصوتيات

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني